الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

ثمار البمبر.. صيدلية شعبية على الطريق

ارتبطت أشجار البمبر بذاكرة الكثير من الإماراتيين، حيث باتت تحتل مكاناً مهماً في مرحلة الطفولة برائحتها التي تنشر عبيراً ذكياً وبأوراقها الوارفة التي تحنو على المارة بظلالها فتبدو وكأنها تدعوهم لقطف جواهرها اللماعة والتمتع بطعمها اللذيد، وبثمارها التي كانت دوماً على رأس قائمة الأطباء الشعبيين.

وبدأت أسواق الفواكه والخضراوات في الدولة تسويق وبيع ثمار «البمبر» وهي شجرة متساقطة الأوراق ثمارها لذيذة ذات قيمة غذائية عالية تتحمل الحرارة والملوحة والجفاف عبر فروعها المتهدلة.

واشتهر الأهالي في الإمارات والجزيرة العربية بتجفيف ثمار «البمبر» لتحضير شاي البمبر، الذي يعتبر موروثاً مهماً عن الأجداد، حيث يساعد في علاج أمراض حساسية الصدر.


ويحتفظ عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان بالكثير من الذكريات التي تربطه بهذه الشجرة التي ينتظرها صيفاً، حيث موسم نضج الثمار، مشيراً إلى أنها من الثمار التي يعشق أكلها كبار السن من الرجال والنساء في دول الخليج العربي، خصوصاً بعد وجبة العشاء لأسباب ومعتقدات متوارثة.


وأشار إلى أن هذه الفاكهة المحلية صغيرة الحجم اقترنت بألعاب الطفولة ومغامرات المراهقين الشباب تحت الأشجار الوارفة، ويطلق عليها «الهامبو»، حيث تثمر في الصيف وتنتشر في مناطق متنوعة مثل الذيد والرمس ومسافي وغيرها من مناطق تتوافر فيها تربة طينية ممزوجة بالرمال. وتزرع هذه الشجرة في تربة جيرية عن طريق الجذور، التي تنقع في الماء البارد مدة تصل إلى ست ساعات، تقريباً، ثم تجري زراعتها في حفرة صغيرة.

وتتميز هذه الشجرة بظلالها التي تسر الناظرين، لا سيما في مرحلة الإزهار التي تتميز برائحتها العبقة التي تملأ الأرجاء، ويمكن اعتبارها رمزاً من رموز الطبيعة الخلابة، وتتميز الشجرة بسرعة نموها إلى حد ما.

ويعود سبب تسمية هذه الثمار بهذا الاسم إلى أنها عندما تنضج ترتطم بالأرض منتجة صوتاً يشبه القنبلة، حيث عرفت عند العرب بأسماء متنوعة مثل «الهمبو، المخيط، الجاو... إلخ، ويعود أصلها إلى آسيا الاستوائية.

وحول مراحل نموها، أوضح الخبير الزراعي أحمد الحوسني أنها تبدأ رحلة إنتاج الثمار في مرحلة عمرية ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، وتنضج الثمار في غضون ثلاثين إلى خمسة وأربعين يوماً.

وأشار إلى أن للبمبر فوائد عدة لا يدركها إلا من عرفها وجربها، فقد كانت تستخدم في الطب القديم وصفة طبية باعتبارها مقوياً للجسم، حيث تزيد من نشاطه وحيويته، كما تساعد في تنظيف الأمعاء والبطن من الديدان المختلفة، إذ تشكل بطانة لجدار المعدة نتيجة احتوائها على مادة مخاطية لزجة تقوم بحماية المعدة من القرحة والأمراض.