الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

مرابطون في مواقعنا لإنقـــــــاذ حياة المرضى أطباء طوارئ «خليفة الطبية» بأبوظبي:

في الوقت الذي يتأهب فيه الكثيرون لتناول طعام الإفطار في شهر رمضان المبارك وسط أجواء عائلية، هناك أطباء وممرضون لا يشعرون بأن آذان المغرب قد حان أو وقت الإفطار وجب، إذ يكونوا منهمكين في مهمة إسعاف مريض حل ضيفاً على المستشفى قبيل آذان المغرب بدقائق معدودة.

وفي قسم الطوارئ بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، يضطر عشرات الأطباء والطواقم التمريضية والفنية والإدارية للإفطار وهم على رأس عملهم، إلا أنهم لا يتناولون وجبة الإفطار الرمضاني في موعدها، وربما يكتفون بالتمر والماء، إلى حين الاطمئنان على حالة المرضى ومراجعي قسم الطوارئ، فهم مرابطون في مواقعهم لإنقاذ حياة البشر.

تمر وماء


وقال اختصاصي طب الطوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور إسماعيل محمد الرمحي إنه اعتاد منذ سنوات طويلة على الإفطار خارج المنزل وبعيداً عن الأهل والأصدقاء، لأن مناوبته في الأغلب تكون في الفترة المسائية، موضحاً أنه دائماً ما يكتفي بالإفطار على تمر وماء أو قهوة، إلى حين عودته إلى المنزل، والتي قد تكون في الثانية أو الثالثة فجراً أي على موعد السحور، ليجمع بين وجبتي الإفطار والسحور على مائدة واحدة.


حالات حرجة

وأضاف الرمحي: من أجل توفير الراحة والخدمات العاجلة للمرضى فإن طواقم طب الطوارئ جاهزة ومستعدة دائماً للتعامل مع الحالات الحرجة والحوادث الطارئة، حيث إن عمل قسم الطوارئ يكون على مدار الساعة ويصل الليل بالنهار عبر نظام المناوبة من دون تقليص لساعات الدوام في شهر رمضان، أو أية مناسبة أخرى.

تدفق قبيل الإفطار

وأوضح اختصاصي طب الطوارئ أن شهر رمضان يختلف العمل فيه تماماً عن باقي شهور العام، حيث تكثر فيه الحالات الطارئة والإغماءات لكبار المواطنين والحوادث المرورية قبيل الإفطار، ولكنه يلحظ أن حالات الطوارئ تتدفق على الأقسام في الأغلب قبل آذان المغرب بعشرين دقيقة، وبعده بنفس المدة بشكل مكثف.

وتابع: في ساعات الإفطار في السنوات الماضية دائماً ما نكون مشغولين بإجراء الإسعافات اللحظية للمرضى القادمين قبيل الإفطار، وأذكر أن آخر حالة قدمت وقت الإفطار تعاني من أزمة قلبية وتعاملنا معها على الفور من خلال تركيب قسطرة عاجلة للمريض.

وجبة سريعة

وعن إفطارهم خلال رمضان، قال الدكتور إسماعيل الرمحي إن فريق الطوارئ يتناول وجبة إفطار بسيطة وسريعة تتكون من تمر وماء فقط ونأكلها في عجالة من أمرنا، لأن الثانية الواحدة تمثل الكثير بالنسبة للمريض، فلا وقت لتمضية جزء من الساعة أو حتى دقائق طويلة في تناول الإفطار.

وأضاف الرمحي: نحن هنا نقوم بواجبنا المهني في شهر رمضان ونظل مرابطين في مواقعنا، ونتناول الإفطار بعيداً عن أسرنا، وربما لأن أطفالي ما زالوا صغاراً وأهلي يتفهمون طبيعة عملي فإن الأمر يكون بالنسبة لي سهلاً، بعدما تعودت عليه لأن ما أقوم به عمل إنساني قبل أن يكون مهنياً.