الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

نواصــل ليل رمضــان بنهـــــــاره لعلاج المرضى

يواصل أطباء وممرضو مركز الإصابات والطوارئ في مستشفى راشد، التابع لهيئة الصحة بدبي، الليل بالنهار طوال شهر رمضان الفضيل، لإنقاذ أرواح المرضى، إذ لا يفارقون أماكنهم كالجنود المرابطين على الحدود لا يتركون أماكن تمركزهم مهما بلغ بهم الإرهاق أو أصابهم النصب.

«الرؤية» زارت مركز الإصابات والطوارئ قبيل موعد الإفطار بدقائق قليلة، حيث وجدنا الطوارئ أشبه بخلية نحل تعمل بكامل النشاط والحماسة والتفاؤل الممزوج بإيمان قوي وإصرار على إنقاذ الأرواح في أي وقت، حتى ولو حان موعد الإفطار.

وتنوعت الحالات الحرجة والطارئة في المركز وقت أذان المغرب بين مواطن مريض تهرول خلفه زوجته وأبناؤه سعياً لإنقاذه، وآخر مقيم أصيب بهبوط في مستوى السكر أثناء الصيام ويجري إسعافه برعاية فائقة، وشخص آخر جاء في حادث سيارة وملقي على سريره وأقدامه تعانقها جبيرة الجبس.


حالات طارئة


وقال اختصاصي الطوارئ والجراحة العامة في مستشفى راشد بدبي الدكتور حسام الدرهلي إنه يعمل في المركز من الثانية ظهراً حتى العاشرة مساء يومياً ومنذ 11 عاماً، لكن الإصابات والحالات الطارئة تكثر جداً في شهر رمضان مقارنة بالأيام العادية.

وأضاف أن معظم الحالات التي تراجع الطوارئ تشتكي آلاماً في البطن وتسممات المعدة، واضطرابات الجهاز الهضمي والتخمة، ونقص أو ارتفاع مستوى السكر في الدم، وكذلك الضغط، وذلك بسبب الصيام أو الأكل المفرط في وقت الإفطار، إضافة إلى حوادث السير التي تزداد في رمضان، خصوصاً خلال الساعة التي تسبق الإفطار.

افتقاد العائلة

وحول افتقاده الإفطار مع عائلته، وهو أب لثلاثة أولاد، أكد أنهم تعودوا على عدم وجوده على مائدة الإفطار خلال رمضان منذ سنوات طويلة، الأمر الذي كان يسبب إزعاجاً دائماً لزوجته في بادئ الأمر، لكنها تفهمت طبيعة عمله لاحقاً.

حالة لا تنسى

ويسترجع طبيب الطوارئ حسام الدرهلي شريط ذكرياته عن أصعب الحالات المرضية التي تعامل معها في رمضان، ومنها حالة عامل سقط من بناية، فدخل سيخ من كتفه الأيمن وخرج من فخذه الأيسر.

وقال: هي حالة لا يمكن نسيانها على مر الزمن، وتعامل معه الأطباء وأنقذوه أثناء أذان المغرب.

إنقاذ الأرواح

ويتابع الدكتور حسام: المرض لا يعرف وقتاً، وعلينا أن نكون مستعدين للتعامل في أي لحظة حتى لو اضطررنا لمواصلة الصيام بصيام تالٍ دون إفطار، فالمهم هو إنقاذ أرواح المرضى التي هي أسمى ما نستهدف، كما أن العمل في رمضان صعب بسبب إجهاد الأطباء والتمريض، وكذلك صعوبة وخطورة الحالات التي تصل المستشفى قبل وبعد الإفطار.

قيادة متهورة

بدوره، قال اختصاصي الطوارئ الدكتور شهاب أحمد مهدي، الذي يعمل في المستشفى منذ 14 عاماً، إن أكثر ما يتألم له هو استعجال قائدي السيارات في الذهاب للمنزل من أجل الإفطار، ما يسبب حوادث صعبة، إضافة إلى أمراض تذبذبات الضغط والسكر بعد وقبل الإفطار، مشيراً إلى أن مصدر سعادته هو إنقاذ مريض، خصوصاً إصابات الأطفال التي تؤلمه أكثر من الكبار، ناصحاً قائدي السيارات بعدم القيادة المتهورة.

اضطرابات هضمية

من جانبه، يرى كبير الممرضين في مركز الإصابات والطوارئ رشوان الدبعي، الذي يعمل في المستشفى منذ 12 عاماً، أن عدد مراجعي المركز في رمضان الجاري قليل مقارنة بالأعوام الماضية، لكن الحالات تكون أصعب، خصوصاً مصابي الحوادث واضطرابات الجهاز الهضمي.