الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

منسف ورشوف ومكمورة تزين موائد الصائمين

يعيش أبناء الجالية الأردنية في الإمارات خلال شهر رمضان المبارك حراكاً اجتماعياً ملحوظاً، حيث تطغى مشاعر الود والمحبة التراحم والإخاء، فبمجرد أن يقبل الشهر الفضيل بنفحاته ورياحينه المحملة بالخيرات والمسرَّات يدخل الأردنيون في سباق لحصاد موسم أيسر الطاعات وأعظم الحسنات.

ويحتفظ الأردنيون بعادات وتقاليد ومظاهر ثقافية واجتماعية توارثوها جيلاً بعد جيل لتبقى خالدة في الذاكرة والتاريخ، حيث تبدأ هذه الطقوس بالاستعداد مبكراً لاستقبال روحانيات الشهر المبارك.

ويحرص أبناء الجالية الأردنية على تنظيم احتفالات غامرة بالنفحات الإيمانية فضلاً عن تنظيم أمسيات رمضانية تتألق فيها فرق الإنشاء الديني في إمتاع الحاضرين بالأناشيد الدينية والمدائح النبوية.


وتعتبر المائدة الرمضانية الأردنية من أثرى الموائد العربية حيث تكتظ بما لذ وطاب من مأكولات، حيث يعتبر المنسف الذي كان وما زال دليلاً على إكرام الضيف لدى الأردنيين، سيد السفرة الأردنية إضافة إلى بعض الأكلات المشهورة مثل الرشوف، المجللة، المكمورة والمقلوبة والمفتول والحلويات كالقطائف والكنافة والعوامة.


ذكريات

وأكدت الأردنية خاتمة الكيلاني، المقيمة في دبي منذ خمس سنوات، تمسك الجالية ببعض الطقوس الرمضانية التي تعتبر «اللمة» حول مائدة الطعام أبرزها، وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب.

وأشارت إلى أن الطقوس الأردنية لا تختلف عن الطقوس الإماراتية وغيرها من الدول العربية، لافتة إلى حرصها على تبادل الأطباق مع مختلف الجاليات العربية من أجل التعرف على ثقافات الدول الأخرى.

وتحرص الكيلاني على لقاء صديقاتها بعد صلاة التراويح لاستعادة تفاصيل الحياة في الماضي واستحضار كرياتهم مع الحارة الأردنية وتبادل الحديث الذي قد يستمر حتى تناول السحور.

واعتبرت الكيلاني «المنسف» سيد المائدة الأردنية برمضان وغيره من مناسبات مهمة، مشيرة إلى أنه عبارة عن أرز ولحم «بلدي» ولبن مجفف ورقاق الخبز، ويزين بالصنوبر، إلى جانب «القطايف» وهي الحلوى الرئيسة التي تتواجد بدورها وبشكل يومي على المائدة الرمضانية، وبعض المشروبات مثل «قمر الدين» و«العرق سوس» و«التمر الهندي».

مائدة ثرية

ولفتت الأردنية إيمان وصفي، المقيمة في مدنية العين وهي مواليد دولة الإمارات إلى أن هناك اعتقاداً خاطئاً بين الناس مفاده أن الأردنيين لا يأكلون سوى المنسف، في الوقت الذي تكتظ فيه المائدة بعدد كبير من المأكولات الشرقية المتنوعة.

وأشارت إلى أن هنالك أطباقاً أردنية لا يعرفها الجميع كالرشوف وهي إحدى الأكلات الشعبية والمشهورة في الأردن، وتتألف من العدس الحب والجريشة (نوع من أنواع القمح) ولبن المخيض والحمص والسمنة البلدية والبصل وبهارات السمنة البلدية والملح».

وأضافت: «هنالك طبق أدرني آخر يسمى «المجللة» والذي يجري تحضيره من الخبز واللبن المريس ويصب عليهما السمن البلدي، وهو من الأطباق الفاخرة التي تقدم للضيوف الذين يحضرون للمنزل لأول مرة».

وأشارت إلى العبادات والأجواء الروحانية التي ينعم بها الأردنيون كبقية المسلمين في شهر رمضان المبارك لأداء صلاة المغرب جماعة والانطلاق لصلاة التراويح، ثم تبدأ سهرات رمضان التي تقدم بها حلويات القطايف والكنافة، التي يتبادلون فيها الأحاديث ويلعبون الشدة (الورق) وألعاب شعبية أخرى.

وقالت إيمان: «عادةً ما تتميز مائدة الإفطار بكمية كبيرة من الطعام والأطباق المتنوعة في الأيام الأولى من رمضان، في حين نتخلى عن المقبلات وسط رمضان تقريباً، وفي الأيام الأخيرة نفطر على ما هو متوافر، وباليوم الأخير نكتفي باللبن والتمر والخفائف».أشارت الأردنية هنادي الخطيب، المقيمة بدبي ومن مواليد دولة الإمارات بأن أهل الشمال بالأخص أهالي محافظة إربد، يشتهرون بطبق المكمورة وهو أحد الأكلات الأردنية المشهورة التي يجري إعدادها في المناسبات الاجتماعية.

ولفتت إلى أن الأردنيين يميلون لتحضيرها في الجو البارد القارس شتاءً، مع موسم زيت الزيتون في شهر أكتوبر من كل عام، خاصةً أنها تعتمد على كمية كبيرة من زيت الزيتون، وهي عبارة عن طبقات من الخبز المحشوة بالبصل ويعتليها قطع الدجاج.أطعمة موسمية