الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

طواقم الإسعاف الوردي: نســــــــابق الزمن لإنقاذ المصابين

يجمعن بين الاحترافية والسرعة والدقة والمسؤولية المجتمعية، ويسعين إلى صون الأرواح وتطبيب الجراح، فهن كوادر بشرية نسائية مؤهلة ومدربة في بيئة محفزة للابتكار، ويسابقن الزمن لإنقاذ النفس البشرية ويلقين بأنفسهن في المخاطر من أجل تقديم الرعاية الصحية للمريض قبل دخوله إلى المستشفى، إنهن طواقم الإسعاف الوردي في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف.

وتعمل طواقم الإسعاف الوردي على مدى 12 ساعة متواصلة يومياً، ولا يختلف الأمر في رمضان عن غيره من سائر العام، حيث يفطرن لكثير من الأيام في الدوام أو في الشوارع أو بين المصابين وأسرة المرضى في أقسام الطوارئ، خصوصاً النساء والأطفال منهم.

«الرؤية» زارت عدة نقاط للإسعاف الوردي وتعرفت إلى طبيعة عمل الطواقم الطبية، والأجواء اللاتي يعشنها في رمضان والإفطار بعيداً عن الأهل والأبناء، وأكدن أنهن يعملن في مهنة تحتاج للقوة والتفاني والصبر لأن الثانية الواحدة تنقذ روحاً وتصنع فرقاً، خصوصاً في قيادة سيارات الإسعاف التي يمكنها عند خطورة الحالة تجاوز الممنوع مرورياً، لأن اللحظة تصنع فارقاً في حياة المريض.


إنقاذ الأمهات


وقالت قائدة مركبة إسعاف وردي هبة حسن، وتعمل في هذه الوظيفة منذ عام، إنها تعمل في إسعاف الأمومة والطفولة الذي يختص بإنقاذ الأمهات والأطفال عبر سيارات مميزة باللون الوردي.

وكشفت عن تحديات كثيرة وحالات صعبة تعترض طريقهن، خصوصاً في رمضان، أبرزها: الولادة داخل سيارة الإسعاف، وحالات أخرى خطرة وصعبة ناتجة عن الحوادث المرورية.

وأضافت أن عملها كسائقة لسيارة الإسعاف بدأ مع حصولها على رخصة قيادة إماراتية ثم تقدمت لهذه المهنة، حيث تلقت تدريباً مكثفاً من قبل مؤسسة دبي للإسعاف على قيادة سيارات الإسعاف الوردي، إلى جانب محاضرات حول كيفية التعامل مع المصابين والمرضى.

سرعة ودقة

أما عائشة محمد، سائقة إسعاف وردي منذ خمسة أعوام، فأكدت أن مهمتها الانتقال إلى منطقة البلاغ بأسرع وقت ممكن لمعرفة حالة المريض ومحاولة علاجها بكل دقة، وإذا استدعت النقل للمستشفى يتم طلب سيارة إسعاف كبيرة، موضحة أن السيارة تكون بها سيدتان (سائقة ومسعفة).

وأضافت: أنا متزوجة، وأنسق بين عملي وأسرتي في رمضان، حيث أعمل 12 ساعة يومياً، وأصعب البلاغات التي أواجهها تكون أثناء هطول الأمطار، حيث تنعدم الرؤية، كما واجهت حالة صعبة للغاية كانت لطفل غريق.

وأشارت عائشة إلى أن العمل كسائقة سيارة إسعاف أو مسعفة مهمة تحتاج امرأة قوية وقادرة على التحمل والصبر، والفارق الجوهري بين سائق الإسعاف والسائق العادي هو التوقيت، فالدقيقة تفرق في إنقاذ الأرواح.

عمل بطولي

بدورها، ذكرت آلاء محمد، ذات الـ 35 عاماً، والتي تعمل في المهنة منذ عامين، أن أهلها ظنوا أنها تمزح عندما أبلغتهم برغبتها في العمل سائقة إسعاف، ولكن عندما تحول الحلم إلى حقيقة تأكدوا أنه عمل بطولي يخدم البشرية.

وأضافت أن من المضحك في عملها أنها عندما تذهب لإنقاذ أي إنسان يسأل أهله، أين السائق؟ ويتعجبون حين تخبرهم بأنها هي السائقة ثم يحيونها ويتوجهون إلى الله بالدعاء لها.

استغاثات متنوعة

وعن طقوس رمضان في العمل قالت آلاء محمد: العمل مختلف إلى حد ما في رمضان، حيث أعمل من الثانية مساء حتى الثانية صباحاً، ونوعية الحوادث مختلفة، حيث تصل إلينا استغاثات وشكاوى تتعلق بالجهاز الهضمي والأزمات القلبية وأحياناً حوادث السيارات البليغة، ونفطر جميعنا في العمل، وقد نتناول طعام السحور قبل المغادرة إلى منازلنا فجر اليوم التالي.

إنقاذ الجميع

من جانبها، أوضحت هنوف مبارك، 26 عاماً، أنها انضمت لطواقم الإسعاف منذ سبعة أشهر فقط، مؤكدة أن «الإسعاف الوردي» مخصص للنساء فقط، ولكن في حالة ورود بلاغات يقابلها عدم توافر سيارات أخرى، نخرج لإنقاذ الناس حتى لو كانوا رجالاً.