الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

سمبوسة وقهوة بالتمر وشفوت وقراءة القرآن

يستقبل أبناء الجالية اليمنية في الإمارات شهر رمضان المبارك بالابتهال إلى الله لنصرة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات على ميليشيات الحوثي الإيرانية التي عاثت فساداً في البلاد والعباد.

ويتحول رمضان اليمنيين إلى موسم للاحتفالات، كما يعتبر بالنسبة لهم فرصة لمحاسبة النفس، حيث يمضون معظم الوقت في قراءة القرآن الكريم وتأمل معانيه، فضلاً عن اللمة حول مائدة إفطار جماعية.

وتتميز الطقوس اليمنية بقربها الشديد من معظم دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن باختلافات بسيطة من حيث مسميات الأطباق والعادات والتقاليد التي اعتاد ممارستها القدماء.


وتكاد العادات اليمنية والإماراتية تكون واحدة في ظل إقامة عدد كبير من أبناء الجالية اليمنية بالإمارات قبل الاتحاد ومنذ قيامه كذلك.


وتأتي مائدة رمضان التي يجتمع عليها أفراد الأسر اليمنية في بيت العائلة الكبير محتوية على أصناف عدة كالسمبوسة والباجيا والسلتة والمفتلي والمندي والمظبي.

وتفوح رائحة القهوة اليمنية من بيوت اليمنيين حيث يجري تحضيرها قبل الإفطار، خاصة أنهم يتناولونها مع التمر بعد أذان المغرب مباشرة.

عادات مشتركة

وأوضح اليمني صالح القاضي، المقيم في الشارقة منذ عشرين عاماً، أنه لم يشعر يوماً بالغربة طوال فترة إقامته في دولة الإمارات ولاسيما على مستوى العادات أو التقاليد الرمضانية، حيث إن ما يجمع الدولتين أكثر بكثير مما يفرقهما من طقوس.

ولفت إلى أنه طوال إقامته في الدولة حرص على تعريف أبناء الجاليات العربية الأخرى بثقافة بلاده وفي الوقت نفسه التعرف إلى عادات الدول الأخرى، مشيراً إلى أن ذلك لم يكن ليحدث لولا مظلة التسامح التي بسطتها الإمارات على مختلف الجنسيات المقيمة في الدولة.

وأشار إلى أن الوجبات اليمنية الرمضانية تختلف من محافظة إلى أخرى، لكن إجمالاً يجتمع اليمنيون على أصناف معروفة مثل الشفوت الذي يتكون من لبن مع فتة خبز بالفلفل الحار والثوم ويشترط أن يكون بارداً وهو أشبه بالمقبلات، إضافة إلى أشهر أصناف الشوربة وهي شوربة بالبر البلدي.

ولفت إلى أن طبق المفتلي الذي يتم تناوله على السحور إلى جانب السباية من أشهر الأطباق في مناطق محافظة إب التي ينتمي إليها على وجه الخصوص.

أما طبق السلتة فيعتبر أساسياً على مائدة أهالي صنعاء وما جاورها من قرى، كما يشتهر الصنعانيون بحلواهم الشهيرة وهي الرواني والشعوبية.

وأردف أن هناك وجبة تسمى المعصوبة يضاف لها السمن البلدي والعسل، وهي عبارة عن دقيق بر بلدي يتم عجنها وتؤكل باليد، وتتميز بأنها وجبة دسمة دافئة تؤكل كثيراً في المناطق الباردة.

ونوه بأن أهالي المناطق الساحلية مثل عدن والمكلا والحديدة وغيرها يميلون للاعتماد في قائمة أطباقهم الرمضانية على الأسماك والأكلات البحرية بشكل كبير مثل الصيادية ووجبات أخرى شبيهة، حيث يجبرهم المناخ الحار على تناول أصناف مختلفة عن المناطق الجبلية والصحراوية باليمن.

تمر وقهوة

من جانبها، أشارت إخلاص الرشيدي، المقيمة بأبوظبي لأكثر من عشرين عاماً، إلى أبرز عادات الإفطار لدى اليمنيين الذين يبدؤونه بتناول التمر والقهوة اليمنية، بدلاً من اللبن الذي يتناوله أهالي الإمارات وعدد من الجاليات الأخرى.

وقالت: «لا فرق بين الطقوس الرمضانية في الإمارات واليمن، ومعظم عاداتنا متقاربة باختلاف بعض المسميات، فالزربيان من المأكولات اليمنية الشهيرة التي تشبه البرياني حيث تحتوي على البطاطا والخضراوات والأرز والدجاج أو اللحم، ونتناولها بين الحين والآخر طوال العام.

ولفت إلى أن مأكولات رمضان اليمنية تشمل العتر وهو عبارة عن حبوب شبيهة بالبازلاء مع التمر هندي، وكذلك «الباجيا» وهي شبيهة بالفلافل ولكنها رقيقة ومقرمشة، كما نتناول السمبوسة ويجري إعداد صلصلة يمنية تعرف بـ «البسباس» تحتوي على الفلفل الأحمر ويجري تغميس السمبوسة والباجيا فيها».

فرحة بالأهازيج

يحرص اليمنيون المقيمون في الإمارات كغيرهم من الجاليات المسلمة على اجتماع أفراد العائلة خلال الشهر الفضيل، إلى جانب زيارات الأسر والأصدقاء بعضهم البعض ليلاً بعد صلاة التراويح، إذ يتم إعداد الحلوى اليمنية الخاصة لمثل هذه المناسبات، بحسب أحمد القاضي.

وحول العادات والتقاليد اليمنية التي يذكرها، قال إن هناك عادات رمضانية اعتاد اليمنيون ممارستها منذ سنوات، حيث تردد النساء بعض الأهازيج والأغنيات والقصائد الشعبية خلال ليالي رمضان، كما يميل الشباب إلى ممارسة بعض الألعاب الشعبية في ليالي رمضان.

الكندورة وأبوذيل

وحول الملابس التقليدية التي يرتديها اليمنيون خلال رمضان، قالت اليمنية إيمان بالعبيد: «يشتهر نساء أهالي جنوب اليمن بارتداء الدروع والتي تشبه الكندورة، وتشتهر نساء أهالي محافظة المهرة بثوب يسمى بـ»أبو ذيل«حيث يكون الجانب الخلفي من الثوب أطول من الأمامي، بينما يشتهر أهل الشمال بحبهم لارتداء حلي الفضة بكثرة على الرأس والحزام واليدين والقلائد، وكذلك يشتهرن بدق الوشم على الوجه».

في حين أشار اليمني علي عوسان، المقيم في الإمارات منذ عام 1994، إلى أن معظم اليمنيين المقيمين بالإمارات يرتدون الكندورة والغترة متأثرين بعادات الملبس في ظل إقامتهم بالإمارات وعملهم في مؤسسات حكومية وخاصة عدة.