الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

10 آلاف مسلم يجتمعون على مائدة التعايش

يجسد أبناء الجالية الفلبينية في الإمارات قيم التسامح في وطن التسامح، حيث يضع مسيحيو الجالية أنفسهم في خدمة إخوانهم المسلمين عبر تنظيم موائد إفطار جماعية.

ورغم اختلاف العادات والتقاليد بين الإمارات والفلبين إلا أن أبناء الجالية لم يجدوا صعوبة في التعايش في دولة أساسها التسامح والعطاء والتعايش بين البشر.

ويشكل المسلمون الفلبينيون أقلية تصل إلى ما يقارب سبعة إلى تسعة في المئة تقريباً من سكان الفلبين، وهنالك ما يزيد على عشرة آلاف فلبيني مسلم يقيمون على أرض الإمارات.


وتعتبر عشيرة المارانو أو شعب «المورو» من أكبر العشائر المسلمة الموجودة جنوب شرقي الفلبين بجزيرة مينداناو، والتي تعتبر ثاني أكبر جزر الفلبين التي يبلغ عددها 7107 جزر، إلى جانب عشائر الماجندناون والثاوسو، وهنالك ما يقارب 13 عشيرة مسلمة بمدن عدة بالفلبين منها: راناو، سيبو، ماكتان، بوهول، إيلو يلو، مانيلا، توندو، فاناي، وفانجعاسينان.


ويحرص أبناء جالية شعب المورو المقيمون بالإمارات على ممارسة طقوس وشعائر شهر رمضان المبارك من صلاة وصيام وزكاة وأعمال خيرية، كما يستضيفون بعضهم البعض في منازل أحد أبناء الجالية أسبوعياً، فضلاً عن الإفطار السنوي الخاص بهم بأحد المطاعم الفلبينية المشهورة في الإمارات.

بيئة التعايش

وتزامناً مع عام التسامح بالإمارات، أطلقت القنصلية الفلبينية في دبي مبادرة يقدم بها المسيحيون الإفطار لإخوانهم المسلمين المقيمين بدبي والإمارات الشمالية الأخرى.

وقال نائب رئيس الجالية الفلبينية، جيسون كورتس الذي يقيم بالشارقة منذ 12 عاماً: «ليس جديداً على الإمارات ما عهدناه من تآلف بين الديانات والجنسيات المختلفة المقيمة على أرضها، ومبادرة القنصلية الفلبينية لجعلنا كمسيحيين نقدم الإفطار للمسلمين لأول مرة، ليست سوى انعكاس للبيئة المتسامحة بين المسلمين وبقية الديانات والثقافات التي اعتدنا على تعايشها معاً بالفلبين».

وأضاف: «تعتبر مبادرة عام التسامح 2019 أفضل طريقة للتعبير عن الأخوة الإنسانية بين تعددية الديانات التي ننتمي إليها، والذي أعتبره جهداً مقدراً من حكومة وشعب دولة الإمارات».

وأشار شاهارولا طاهر، مسؤول جالية شعب المورو الفلبينية بالإمارات، المقيم بالإمارات منذ ست سنوات، إلى أن رابطة الجالية تجمع ما يقارب 300 إلى 400 عضو، يحرصون على حضور معظم الأنشطة التي تقيمها الجالية خلال رمضان وبقية أيام العام، كالإفطار الجماعي ودوري كرة السلة.

نكهات حارة

وحول طقوس الطعام الفلبيني، لفتت نُرَيْزة كامانو، زوجة مسؤول الجالية، إلى أن الأرز هو الطبق الأساسي لدى الفلبينيين ويحضر في وجباتهم الثلاث يومياً بالأيام العادية، وهذا هو الحال خلال السحور والإفطار برمضان، حيث يجري تناول الأرز بالملاعق والشوك أو بالأيدي مباشرة وليس بالأعواد الخشبية كما هو الحال ببعض الدول الآسيوية.

وحول أشهر أطباق شعب المورو، أشارت إلى أن نكهة الفلفل الحار لا تغادر مائدتهم برمضان وغيره، وعلى رأسها نكهة «البالابا» والتي تعتبر من أشهر المقبلات الشهية بنكهتها الحارة وهي مصنوعة من البصل الأخضر المطحون بعد قليه بزيت جوز الهند الممزوج بالأعشاب.

زيارات متبادلة

ويعتبر الفلبيني رُويْ تامانو، من أنشط أبناء جالية شعب المورو المقيم بالشارقة، حيث استضاف أبناء الجالية ببيته للإفطار بأجواء حميمية رمضانية، وقال: «اعتاد أبناء جالية المورو الفلبينية استضافة بعضهم البعض بالتناوب أسبوعياً في منزل أحدنا بالشارقة أو دبي منذ 14 عاماً، حيث نجتمع لتناول الإفطار ونسحر بذكريات الوطن».

وعدد تامانو أصناف مطبخ المورو حيث أشار إلى أن طبق «رنداج» واحد من أشهر الأطباق في جنوب شرقي آسيا ويشتهر به شعب المورو، حيث يحتوي على لحم البقر المتبل بصلصة الكاري وتوابل آسيوية أخرى ويطبخ بحليب جوز الهند، فتأتي نكهته بين الحار والحلو معاً.

ويعتبر طبق «بياباران» من أكثر الأطباق حضوراً وهو طبق يعتمد على صلصلة الكاري والتوابل الحارة وحليب جوز الهند، كما يحتوي على البصل والثوم والزنجبيل وجوز الهند المبشور والخضراوات المشكلة كالفاصوليا الخضراء والجزر والقرنبيط والفلفل الأخضر الحار وغيرها، وقد يحضّره البعض بالدجاج أو بمأكولات بحرية كالروبيان والكلاماري والسمك. وتعني كلمة «بياباران» بلغة شعب المورو جوز الهند المبشور، بحسب تامانو.

ولفت إلى أن هناك حلوى تشبه «القطائف» المصرية، وعصير «قمر الدين»، كما أن هناك أيضاً أنواعاً من الأطعمة تؤكل في السحور، أهمها: الجاه، والباولو، والكوستارد وهو مكون من الدقيق والكريم والسكر والبيض.

أجواء عائلية

قالت جيد بالاجواند، المقيمة بالشارقة منذ خمس سنوات مع شقيقتها فاطمة: «أبي من شعب المورو وأمي من الماجندناون، ولكننا جميعاً مسلمون ولا فرق بيننا سوى باللهجات وثقافة الملبس والمأكل وتجمعنا بشاشة ولطافة التعامل مع الآخرين وهي السمة التي يتصف بها جميع الفلبينيين، كما نكرم ضيوفنا كثيراً حيث يصبح منزلنا برمضان أشبه بالجمعية الخيرية التي تقدم الإفطار للجميع».

وحول أكثر ما تفتقده برمضان، قالت: «أفتقد تناول الإفطار في الأجواء العائلة»، حيث تتناول الإفطار وحيدة أو تضطر لشراء الطعام من أحد المطاعم.