الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أجمل ما في الكتابة

أجمل ما في الكتابة
قرأت قصة حياة الأديب والكاتب الأمريكي «فرانك ستوكتون»، الذي توفي مطلع القرن الماضي، وكان معروفاً بقصصه القصيرة ذات النهايات المفتوحة. وقد وفرت له هذه القصص دخلاً يضمن له حياة الكفاف مع زوجته.

وفي يوم من الأيام ألهمه وحيه الأدبي قصة مؤثرة للغاية، جعلته ذائع الصيت بين يوم وليلة، وما إن انتهت الضجة التي أحدثتها هذه القصة، شرع في كتابة أخرى، وكانت المفاجأة أن ناشر أعماله رفضها بدعوى أنها ليست مثل قصته السابقة، فأسقط في يده، وسارع في كتابة قصة تلو أخرى دون طائل، فقد كانت كل قصصه من النوع المعتاد، ولم تبلغ أي واحدة منها مبلغ قصته التي صنعت اسمه، كما أكد له كل الناشرين الذين خاطبهم. وإذا بالفقر يحيطه من كل اتجاه، ما ألجأه في النهاية إلى حيلة تقضي بأن ينشر قصصه باسم مستعار، وهكذا عاد للحياة من جديد.

ويبدو أن مشكلة «فرانك ستوكتون» هي مشكلة كل كاتب أو فنان أو أي بارع في إنجاز عمل فذ، يدفع الناس إلى مقارنته بأي إنجازٍ يتلوه، وقد فطن كاتبنا لذلك من بائع سكاكين رآه صدفة أمام بيته، فقد كان يتخلص من السكاكين ذات الأنصال المسنونة ببراعة، ولما سأله كاتبنا عن ذلك، أجاب بأن زبائنه لن ترجع إذا اشتروا هذا النوع من السكاكين.


ولا شك أن كل فنان أو كاتب له طفراته الفذة، إلا أن القضية لا ينبغي أن تكون كذلك، فالمفاضلة بين أعمال الكتابة على سبيل المثال كالمفاضلة بين الأبناء داخل الأسرة، حيث يحمل كل واحد منهم سمته المميزة، ووجه أفضليته عند والديه، وصدق «دان براون» مبدع «شفرة دافنشي» حين قال:


ـ «إن أجمل ما في الكتابة.. أن تكون قد كتبت بالفعل».