الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الحب الحقيقي.. وحرية اتخاذ القرار

الحب الحقيقي.. وحرية اتخاذ القرار
قرأت مقالاً عن تأثير الحب على حياة الإنسان، يرى أنه يجعل نظرة المحب للعالم إيجابية، ويجعله معطاء وودوداً، ويزيد من تحفيزه للعمل والإنتاجية.. هنا نتساءل: ما الحب الحقيقي؟

هو ذلك الحب الذي يجعل الشخص حراً في قراراته، غير أن البعض يخلط بين الحب وابتزاز المشاعر، فالمحب يرى سعادته في سعادة الآخر أينما كانت، ويحاول المحبون مواءمة أهدافهم وقراراتهم لتخدم مصلحة الطرفين، لتستبدل مصطلح «إما طريقتي أو طريقتك» بمصطلح «طريقتنا»، التي تخدم كلينا.

البعض يستغل مشاعر المُحب ويخيُّره بين إما «ما أريده أنا» أو «أنك لا تحبني»، وهذا ابتزاز للمشاعر وينم عن أنانية من أحد الطرفين.


أما النوع الأهم من الحب فهو حب الذات، الذي يراه البعض أنانية، إلا أنه عكس ذلك تماماً، فحب الذات هو أهم أنواع الحب لأن من يحب ذاته يزكيها من كل ما قد يدنّس طهارتها.. من يحب ذاته ينمي قدراته ويصقل مهاراته، ومن يحب ذاته يضعها في منزلة رفيعة وينأى بها عن المهاترات، كما أن من يحب ذاته يقدر إنجازاته ويحتفي بها، يحترم وقته ويستغله بما هو مفيد، وفي النهاية من يحب ذاته يحب الآخرين، والنوع الآخر من الحب، حب الوالدين والأبناء وهذا الحب يولد مع الإنسان، ويكون مفطوراً عليه، وكذلك حب الأهل والأقرباء وحب الأصدقاء والجيران وحتى حب الغرباء.


وهناك نوع آخر من الحب، وقد يكون الأسمى والأهم، وهو حب الوطن، الذي يعبر عن الانتماء والإخلاص والإتقان في العمل راحة للنفس، والمحب لوطنه يفكر دائماً في تطوير وتحسين بيئته ووطنه، ويدرس تاريخه ويتعلم منه، ويدرك حاضره ويسهم فيه، ويستقرئ مستقبله ويشارك في بنائه.

لقد قرأت في الأيام الماضية رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأبناء شعب الإمارات وحديثه عن خمسة عشر عاماً من الإنجاز.

نعم، ففي 49 عاماً مضت، عمل شعب الإمارات والمقيمون على أرضها بإخلاص وتفانٍ لتصل دولة الإمارات عبر العمل الجاد إلى ما لم تستطع أن تحققه دول كثيرة.. تحقيق هذا الإنجاز العظيم الذي يُعد مضرباً للأمثال نتيجة الحب، حب زايد العظيم لهذا الوطن الذي رأى وإخوانه الحكام ذلك الوقت أن حب الوطن يستدعي أن نكون يداً واحدة.

حب حكام الإمارات لهذا الوطن والذي يتجلى في كل مناسبة يعلن فيها عن سياسات جديدة، وتعديلات جديدة، وحزمة قوانين جديدة تتناسب مع معطيات الوقت والمتغيرات المختلفة.

وحب أبناء الإمارات لهذا الوطن ـ والذي من خلاله يُخْلِص كل فرد من أفراد المجتمع في أداء دوره ورسالته في الحياة بمنتهى الإتقان، مؤمناً بأننا جميعاً نسعى لتكون دولة الإمارات من أفضل دول العالم بحلول 2071، وهي مئوية الإمارات المعلنة رسمياً.

أضف لما سبق حب المقيمين على أرض الإمارات، والذين وجدوا فيها الملاذ الآمن والأرض المعطاءة، فحققوا أهدافهم، وكرسوا لها خبراتهم، وشاركونا رؤيتنا بأن تكون دولة الإمارات من أفضل دول العالم 2021، هذه الرؤية التي سنحتفل بها جميعاً هذا العام إن شاء الله.

اليوم، إخواننا المقيمون يشاركوننا ـ بكل الحب ـ تحقيق مئوية الإمارات 2071، وهي أن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول ذلك العام.. نعم ربما لن نكون موجودين لنحتفل بها مع أبنائنا وأجيالنا القادمة، ولكن بحروف كلها حب سنرسم لهم مستقبلاً يزهو بالتفاني والعطاء.

وخلاصة القول: الحب مشاعر إيجابية، تعود على صاحبها بالسعادة والطاقة الإيجابية، وتطهّر القلب، وتسمو بالإنسان، فلننشر الحب في كل مكان.