الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ماهيَّة الفن.. والعشق

ماهيَّة الفن.. والعشق

الساحة (3)

بقلم: حسين الربيعي كاتب ـ العراق

الأصل في الانسان هو البعد الجمالي، حتى عُدّ في صميم شخصه فكان جوهراً مميزاً عن غيره، والفن من علامات الجمال، وهو إشارات يحفر من خلالها قلب الإنسان ليستخرج منه ما هو كامن فيه ليعبر ما بقلبه من المنتوج الروحي فيبرزه للناس لعشق منه لذلك الفن، فلا فن بلا عشق، ولك أن تتأمل أيها القارئ أنه بالعشق يتخلص الإنسان من سجن الذات، فهو انفجارٌ من السجن المحيط فيه من التقييد إلى الاطلاق.

من ناحية أخرى، فإن الفن بمعنى واسع وعام، هو: كل نتاج ابداعي ينتجه الانسان، كما أنه احدى أوجه الثقافة الانسانية الممتدة عبر العصور، والسؤال هنا: لماذا هذا الشغف الكبير بهذه الفنون من قبل الانسان؟.


شغف النفس البشرية ما هو إلا ابتغاء لجمالٍ ترى فيه ما يرضيها في هذا الواقع، وتعطيها انطباعاً أجمل من الحقائق الواقعة حولها، لذلك تجد عندما تقسو الحياة يهرب الإنسان إلى الفنون حتى يبدع فيها، وهذا خير مصداق للقول، الذي نسمعه دائماً من أن الإبداع يأتي من رحم المعاناة.


الفن هو ظاهرة من ظواهر المجتمع، فإذا كان هذا المجتمع مختلاً في علاقته مع الفن نجد أن الفن في هذا المجتمع لا يسلم أيضاً من الخلل، فهو تعبير بكل ما يدور في داخل الإنسان، وانعكاس لما يحدث في المجتمع، إذ به تبنى المجتمعات وتتطور المدن، فهو خير وسيلة للتعبير عن حقوق الإنسان