الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

«الأمن السيبراني».. وحماية الدولة

«الأمن السيبراني».. وحماية الدولة
بقلم: راشد المنصوري

نسمع كثيراً عن مصطلح «الأمن السيبراني» الذي قد يبدو لغير المتخصصين غريباً بعض الشيء، ولِم لا، وهو الجندي المجهول وراء حماية الأنظمة والشبكات والبرامج من الهجمات الرقمية الخبيثة؟.. إنه الرادع المنيع ضد الهجمات الخبيثة التي تهدف إلى الوصول إلى المعلومات الحساسة للمستخدمين، والتي يستغلها بعض المجرمين في أغراض غير مشروعة.


لذا، في هذا المقال سنتعرف بشكل أدق إلى الأمن السيبراني وأهميته في متابعة أعمالنا، وتدبير شؤون حياتنا اليومية في أمن وأمان.


يمكن وصف مفهوم الأمن السيبراني بأنه الشكل الأمثل والأشمل لأمن المعلومات، فهو عبارة عن تقنية يتم استخدامها بشكل حاسم ودقيق ضد الهجمات الخبيثة التي يقوم بها أحد الأطراف بغرض الابتزاز أو الاستغلال لإحدى المعلومات، وهو أيضاً بمثابة نظام أمان لإبقاء معلوماتك واتصالاتك وبياناتك، وحتى أجهزتك وشبكاتك بعيدة عن الاختراق.


وحتى نعرف كيف تعمل تقنية الأمن السيبراني، فإننا يجب أن نُصنف المجالات التي يشملها الأمن السيبراني لأخذ نظرة موضوعية دقيقة عن تلك المجالات وكيفية حمايتها، وفيما يلي سرد لبعض منها، مثل أمن المعلومات والبيانات، حيث تتلخص وظيفة الأمن السيبراني في ضمان حماية وسلامة المعلومات والبيانات التي يتم تخزينها أو نقلها من جهاز لآخر أو من شبكة لأخرى أو من طرف لآخر، أما أمن الأجهزة والشبكات فيقصد به حماية الأجهزة والشبكات من البرامج الضارة، وإبقاؤها بعيدة عن أي هجمات قد تضر بها، وأمن التطبيقات الذي يتضمن حماية التطبيقات من الاختراق والوصول إلى المعلومات والبيانات الخاصة بالمستخدمين، الأمر الذي يتطلب ضرورة تصميم تطبيقات حماية تُركز بشكل أساسي على حماية البيانات والمعلومات من الاختراق.

من جهة أخرى، نحتاج في حياتنا اليومية لوسيلة أو تقنية جديرة بالثقة تضمن لنا حماية وأمان المعلومات والبيانات التي نتناقلها فيما بيننا، ففي ظل ما نشهده الآن من هجمات سيبرانية حول سرقة المعلومات والبيانات الخاصة بالمستخدمين، كان لا بد من تقنية كالأمن السيبراني لتعمل كسد منيع ضد تلك الهجمات الخبيثة، وتهدف أيضاً لتأمين بياناتنا الشخصية والعملية من القرصنة أو الضياع.

وللأمن السيبراني العديد من الأهداف الحيوية التي من شأنها توفير الأمن للأفراد والمؤسسات في أي دولة والحفاظ على سرية وخصوصية المعلومات والبيانات، كما يهدف إلي ضمان سلامة نقل البيانات بين المستخدمين، وكذلك مراقبة ومتابعة الممارسات غير الشريفة بشأن تداول المعلومات والبيانات، وتنمية الوعي بأهمية احترام الخصوصية بين المستخدمين.

فحماية البيانات والمعلومات أمرٌ لن يتحقق إذا لم يتم تحقيق تعاون فعّال بين الحكومة ومجال الاتصالات والمعلومات، ولا شك في أن الأمن السيبراني هو الوسيلة لتحقيق هذا التعاون، من أجل ضمان حماية المعلومات والبيانات التي نتشاركها فيما بيننا.

وهذا الأمر يتطلب من المستخدمين المزيد من الوعي بمبادئ حماية البيانات وتطبيقها مثل: استخدام كلمات مرور قوية وغيرها، ولعل خاصية النسخ الاحتياطي للبيانات أسهمت بشكل كبير كوسيلة من وسائل الاحتفاظ بالبيانات لمدة طويلة وبشكل آمن.

في النهاية لا يسعنا إلا أن نقول إن «الأمن السيبراني» ليس رفاهية أو من الكماليات، بل هو من ضمن أسس الحفاظ على الأمن القومي للدول والأفراد، وحماية اقتصاد الدولة من أي ضربات خبيثة، خاصة مع توغل التكنولوجيا في حياتنا اليومية بشكل غير مسبوق.