الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الأخطاء الإعلامية لمرشحي الانتخابات الإماراتية

الأخطاء الإعلامية لمرشحي الانتخابات الإماراتية
بقلم: سعيد بن محمد العمودي ممارس ومستشار إعلامي ــ الإمارات

يذكر أن متجر حلويات شهير في لبنان منذ سنوات وإلى هذه اللحظة يغلف منتجات حلوياته، ويقدمها لزبائنه بأكياس مكتوب عليها أبيات شعرية لأحمد شوقي نطق بها بعد تذوقه وإعجابه لحلويات ذاك المتجر.. كلما فكرت في قصة أمير الشعراء أحمد شوقي هذه وتأثير بيتي شعره الفصيح على ترويج منتجات لبنانية، أدركت مدى تأثير الإعلام وصناعته للحدث، وأنه لا يضاهيه أي تأثير على عقل الإنسان.

في السياق ذاته، يسعدني أن أكتب لكم قراءنا الأعزاء ما ينتفع به جمهور القراء عموماً وكذلك مسؤولي الحملات الإعلامية المخصصة لمرشحي انتخابات المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة، والمجلس الوطني الاتحادي للعام الجاري، وذلك برصد مجمل الأخطاء إنما هي على الصعيد ين الإعلامي والإعلاني وأيضاً على مستوى العلاقات، والتي أبرز أربعة أخطاء لحملات المرشحين، نذكرها على النحو الآتي:


أولا ــ تكرار وتشبع ظهور الشعارات اللفظية (السلوقن)، حيث أحصيتُ أكثر من٧ شعارات لحملات انتخابية تحوي لفظ (لغدٍ أفضل)، وهذا يتعارض مع عناصر جاذبية الحملة التسويقية الأكثر تأثيراً وأبرز عنصر هو الشعار اللفظي، وبإعلانات إحدى الطرق وجدت شعار لفظي طويل من ٨ كلمات، لذا أنصح بالاكتفاء بثلاث كلمات مع مراعاة الوقع الموسيقى الذي تحدثه الشعارات بلغتنا العربية الثرية.


ثانيا ــ غياب تقنيات علم النفس الإعلامي كالاهتمام بمدلولات الألوان، وكذلك تشتيت ذهن وعقل القارئ من خلال عدم زيادة المساحات البيضاء بين عناصر التصميم الواحد، فمثلا، تجد التزاحم هو سيد الموقف، ومن الأخطاء هنا أيضا: وجود مفردات الخطاب الواحد للذكور والإناث رغم الفرق بين كل جنس في الإقناع والتأثير والنبرة الصوتية غير المستثمرة حال عرض البرنامج الانتخابي أمام الجمهور، وقد تكون دلالات مكان الإعلان الصحفي غائبة عن الكثير، حيث أن الإعلان على الصفحة اليسار أكثر لفتاً للأنظار من منطلق نفسي، وكذلك ممارسة وخبرة.

ثالثا ـ عدم إيجاد وسيلة تواصل مباشرة ضمن الإعلانات، والاكتفاء بالمستشار القانوني أو المندوب الإعلاني، وحجب فرصة حقيقية في الاستماع لهموم الناس ومتطلباتهم.، مع أن منصتي السناب والانستغرام هما المنصتان الأكثر تأثيراً وانتشاراً، لذا يتوجب الاهتمام بهما مع تحقيق التوازن في الوسائط من فيديو وصوت وصورة ونص، بجانب هذا هناك أخطاء تفعيل كل منصات مواقع التواصل الاجتماعي بدون معرفة الأولى منها والمتوافقة مع عمر الجمهور ومزاج الناخبين، وكذلك عدم خبرة المرشح في التعامل مع الرسائل والتفاعلات والكم الهائل من الردود السلبية والإيجابية بعد عرض برنامجه الانتخاب.

رابعا ـ الجوانب الفنية الدقيقة ذات أهمية في التصاميم، فالبعض منهم يخرج تصميم إعلانه الانتخابي بصيغة غير مناسبة، فمثلاً وضع شعار داخل إطار التصميم بصيغة (jpg) والأصح أن يكون مفرغ وبصيغة (png) لتحقيق تجانس الشعار مع الخلفية، أو نجد التصدير للمخرجات من فيديو وغيره لا تراعي تفاوت المقاسات بين منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك أخطاء لغوية كثيرة ـ وعنها حدث ولا حرج، حتى أن البعض لا يعلم محتوى للمكتوب بشكل غير صحيح من أثر سلبي، مرتبط بالصورة الذهنية عن المرشح.

وهناك جملة من الأخطاء الأخرى، أتمنى أن أوفق في طرحها المقالات المقبلة، بقي أن أقول هنا للمهتمين بالحملات الإعلامية الانتخابية: لا تغفلوا عن إيجاد مقاييس ومؤشرات نجاح الحملة الانتخابية، ووضعها قبل انطلاق الحملة الإعلانية، أما تطبيقها فسيكون بعد الحملة، ومن الأمثلة للتوضيح هو: قياس التفاعل الإيجابي من خلال الاتصالات الهاتفية لرقم الحملة المعلن عنها.