الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

الذئاب المنفردة.. وإرث البغدادي

الذئاب المنفردة.. وإرث البغدادي

الساحة (3)

بقلم: د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ــ مصر

رغم أن مقتل أبوبكر البغدادي زعيم ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» سيؤدي حتماً إلى انتكاسة وإرباك للتنظيم الراديكالي، عبر انشقاقات متوقعة وربما حتمية، إلا أنه بفعل التمرس على العمل تحت أقصى الضغوط، لا يزال يمثل خطورة بالغة، خاصة وأن البغدادي، الذي حكم لعدة سنوات كخليفة مزعوم ومات بالأخير طريداً، قد ترك إرثاً ثقيلاً يتمثل في «الذئاب المنفردة».

من الخطأ صياغة معادلة يقينية تؤكد أن موت البغدادي يعني بالضرورة موت «داعش»، إذ يتعين على العالم، وبخاصة الولايات المتحدة، أن يتوقع من الآن فصاعداً سيلاً من الهجمات الانتقامية المروعة الممتدة عبر 5 قارات، والتي ستحمل في المجمل بصمات الذئاب المنفردة.


وبُعيد الإعلان عن هزيمتهم في العراق وسوريا، وإسدال الستار على سنوات التمدد والهيمنة على ملايين الأراضي الشاسعة من شمال سوريا وصولاً إلى مشارف بغداد، راهنت «داعش» على القادمين من الخلف، ممن لا يحتسب لهم حساب، وعُرفوا لاحقاً بالذئاب المنفردة، وهؤلاء تغلب عليهم الإصابة باضطرابات نفسية واجتماعية، وعدم الاتزان النفسي والثبات الانفعالي، وبعضهم لديه سجلات إجرامية.


من المؤكد أن الذئاب المنفردة ستكون رأس الحربة في تحركات التنظيم المتشدد خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل اللامركزية المتزايدة للتنظيم بعد سنوات الطرد والتشريد، وستعمل تلك الذئاب «الهائجة ومتوترة الأعصاب»، على توجيه ضربات انتقامية سريعة لقتلة زعيمهم البغدادي.

وبمجرد إعلان خليفة جديد، والمرشح الأوفر حظاً هو عبدالله قرداش، سيسعى الخليفة المرتقب إلى إثبات وجوده كقائد فعلي في الميدان وتشجيع أنصاره على تكثيف الهجمات، والتي ربما لن تقتصر هذه المرة على مناطقه التقليدية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، بل ستشمل أوروبا والولايات المتحدة، مستفيداً من رهانه الحالي المتمثل في الذئاب المنفردة.