الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

أرامكو «التريليونية».. الاقتصاد السعودي يتغير

أرامكو «التريليونية».. الاقتصاد السعودي يتغير

الساحة (2)

بقلم: د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ــ مصر

يشكل إدراج شركة أرامكو السعودية في البورصات العالمية، حدثا مفصليا في تاريخ المملكة، بل هو الأحدث الأهم، ربما منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة في أيلول (سبتمبر) 1932، فالضوء الأخضر الذي أعطته الحكومة لإدراج عملاقها النفطي يؤذن بتغيير هيكلي في الاقتصاد السعودي، بعيدا عن الإدمان على النفط.

في كل الأحوال، ستصبح أرامكو شركة تريليونية، ولن يقل تقييمها عن1.5 تريليون دولار، ورغم أنه تقييم يقل عن المستهدف الحكومي البالغ تريليوني دولار، إلا أنه بموجب التقييم الأدنى، وهو أمر مفهوم في ظل تراجع أسعار النفط والأوضاع الجيوسياسية التي تكتنف القطاع النفطي، ستصبح أرامكو الأكبر عالميا من حيث القيمة السوقية، متفوقة على شركتين أمريكيتين رائدتين هما «مايكروسوفت» و«آبل» اللتان يبلغ رأس مالهما السوقي نحو تريليون دولار، كما أن الطرح المزمع سيضيف حوالي 1.8 نقطة مئوية لوزنها على مؤشر «إم.إس.سي.آي» للأسواق الناشئة.


لكن إدراج أرامكو الهائل، ليس كأي إدراج، فهو يعني ببساطة تغيير هيكلي في الاقتصاد على المديين المتوسط والطويل، ويدشن لمرحلة انتقالية جديدة، يتحول فيها وجه أكبر اقتصاد عربي من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد متنوع، بالإضافة إلى أنه يحصن عملاق النفط السعودي ضد تقلبات أسواق البترول العالمية.


وتبدو أرامكو مغرية حقا للمستثمرين، إذ تفوق أرباحها في عام 2018 والبالغة 111.1 مليار دولار، أرباح أكبر أربع شركات أمريكية مجتمعة معا هي «مايكروسوفت» و«آبل» و«فيسبوك» و«أمازون»، وبحسبة بسيطة سنجد أن أرامكو تحقق أرباحاً يومية تقدر بنحو 304.4 مليون دولار، أي أنها تربح في الثانية الواحدة 3.519 دولار، ومن المؤكد أن الإدراج سيعزز مبدأ الشفافية، وهو أمر يحقق فائدة مزدوجة للشركة والمستثمرين المحتملين