السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الجزائر..الانتخابات واللوبي والجيش

الجزائر..الانتخابات واللوبي والجيش
تعيش الجزائر الآن مرحلة مخاض عسير، بسبب الظروف الداخلية والإقليمية والدولية المحيطة بالعملية الانتخابية، ونفور المواطنين خاصة فئة الشباب من العملية برمتها، لأسباب كثيرة أهمها: وجود لوبي مستتر وأخطبوطي يعمل على ترويج الإشاعات والتشكيك في العملية الانتخابية من حيث المرشحين الخمسة وتوجهاتهم المستقبلية، إذ يتم تلفيق تهم إليهم وأكاذيب وتوجهات أيديولوجية معينة.. إلخ، والمقصود من ذلك التشكيك في العملية الانتخابية ككل، واعتبارها لا تستجيب لشعارات الحراك الشعبي، بالرغم من أن المؤسسة العسكرية الراعية والمرافقة للحراك والعملية الانتخابية كانت صادقة في نواياها، وتصريحات قيادتها من البداية إلى الآن تدل على ذلك، وعملت على الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي، بتفكيك «القواعد الصلبة» المادية والبشرية المتسببة في الانسداد الذي وصلت إليه البلاد، لكن يظهر أن «جيوب العصابة» ـ داخلياً وخارجياً ـ تعمل على عرقلة العملية الانتخابية وبأي وسيلة كانت، وفي المقابل فإن الأصوات والوسائل المؤيدة للعملية الانتخابية لا تزال بعيدة عن الواقع إعلامياً وشعبياً، بل إن الإعلام الرسمي لا يزال يبحث عن الطريق الموصل للقواعد الشعبية خاصة الشبابية منها، وقد يجد المرشحون صعوبات كبيرة أثناء الحملة الانتخابية المنتظرة في مواجهة الجماهير في الشارع، خاصة فئة الشباب الرافضة رفضاً مطلقاً للخطاب الرسمي.

غير أن أهم ما يميز الساحة السياسية الآن هو: عودة لأهم مبادئ «بيان أول نوفمبر 1954»، وهو: «بناء جمهورية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، وذات بعد أفريقي عربي إسلامي، وهذا ما لا يرتاح له اللوبي التغريبي»، المعادي للمؤسسة العسكرية، ولكل مبادرة تأتي منها، لذلك يعمل جاهداً على إفشال العملية الانتخابية والدفع بالبلاد نحو العودة إلى المراحل الانتقالية مثلما وقع في أزمة التسعينات الدموية.