الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإمارات.. ثلاثية المجد

الإمارات.. ثلاثية المجد
بين الأصوات الجهيرة الصادقة الواثقة التي ارتفعت عبر التاريخ معلنة عن نفسها، ارتفع صوت عبقرية باهرة استوطنت أجساد رجال الإمارات، هؤلاء الذين تعرف فيهم خلاصة الرقي الإنساني، وتبصر فيهم دون أدنى ارتياب ألقاً مشرقاً لافحاً يهزك كما لم يهزك في رجال آخرين أمثالهم.

تراهم وقد صار خطوهم في جميع الأجيال طريقاً عاماً، وسلوكهم في التاريخ قانوناً متبعاً.. يعملون فلا تسمع منهم إلا ضجيج الصمت، وينطقون فلا ترى إلا أعمالاً تفوق ما ينسجه الأدباء.

والبطولة عند هؤلاء لها مفهوم مضيء، فهي تعني المثابرة التي تفضي إلى الخلود، وهي بهذا المعنى لا تعني القيام بأعمال عادية، بل ترمي إلى الارتقاء بالطبع الإنساني، والثبات على المبدأ، والانتصار للحق وللقيم الإنسانية النبيلة، من عدل وحق وخير وجمال.. إنه اختيار للحن العبقرية الكبرى والخلود الأعظم، لقد وعى هذا الشعب الملهم أن من يختار الراحة لن يعرف المجد طريقاً له، ومن غاب عنه المجد قضى عمره بعيداً عن مرافئ التاريخ، نادماً محبطاً داخل قوقعة مظلمة تربطه بالفناء.


وصاحب النظر الثاقب سيرى كشفاً عظيماً ارتكزت عليه عبقرية شعب الإمارات، إنها ثلاثية المجد: الوجود، والمسؤولية، والإرادة.


لقد ارتبطت هذه الثلاثية بوجدان هذا الشعب، غرس بذورها الآباء المؤسسون، ومنذ اليوم الأول لاتحاد هذه الدولة، ومن ثم وجد حكام الإمارات أنفسهم يصارعون الأيام في عمل مضنٍ لا ينتهي في سبيل هذه الثلاثية الخالدة، يغالبون وشعوبهم أهوالاً زاحفة ليدفعوها تارة ويتحدوها تارة أخرى.

وهكذا تحركت أيادي الشعب وحكامه الأفذاذ، واحتشدت خلاياهم المبدعة، ملوحين للمخاطر بقبضة صارمة، فولت أمامهم مذعورة.. إنها ثلاثية المجد التي وُلدت لتبقى وخُلقت لتصمد وتسود.