الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

نظرية الألعاب" تقود الحرب التجاريَّة

نظرية الألعاب" تقود الحرب التجاريَّة
بقلم: د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ــ مصر

قبل أن ينفذ رصيد العام الحالي، تفاجأ العالم بتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على اتفاق مرحلي جزئي بين واشنطن وبكين لحل نزاعهما التجاري المحتدم منذ ثمانية عشر شهراً، الأمر الذي يكفل للاقتصاد العالمي تفادي بعض أسوأ السيناريوهات في العام الجديد.

لكن، كيف تدير الولايات المتحدة والصين حربهما التجارية الراهنة وفقاً لنظرية الألعاب؟.. تلك النظرية المعروفة على نطاق واسع في الأوساط الأكاديمية، والتي تجمع بشكل مذهل بين الفلسفة وعلم النفس والرياضيات، وتأتي دائماً في المقدمة كأداة استراتيجية حين يتعلق الأمر بقرار مهم يجب اتخاذه في حالات عدم اليقين والأوقات الصعبة وغير المسبوقة.


لتوضيح مدى أهمية وفاعلية هذه النظرية، ربما تكفي الإشارة إلى أنه منذ العام 1970 وحتى الآن تم منح 12 من أبرز العلماء جائزة نوبل في الاقتصاد لمساهمتهم في تطوير تلك النظرية التي عرفت لأول مرة عام 1944.


يعد العجز التجاري الأمريكي مع الصين سبب جوهري لإشعال معركة الرسوم الجمركية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، فقد بلغ هذا العجز خلال إحدى عشر شهراً في العام الجاري، وتحديداً في الفترة من يناير إلى نوفمبر، 272.5 مليار دولار.

وفقاً لنظرية الألعاب، سعى القطبان الكبيران إلى تعظيم مصالحهما وفق حسابات الأرباح والخسائر، وتعددت الأساليب التي استخدمها الطرفان بين زيادة الصادرات وتقليل الواردات عبر تشديد الإجراءات الحمائية، أو بالابتزاز والتهديد والوعيد والحرب الكلامية، أو بالمراوغة، أو حتى باستعداء الحلفاء على مصالح الغير، كما في حالة شركة هواوي الصينية، بل تعدى الأمر إلى استخدام واشنطن ورقة سياسية كاحتجاجات هونج كونج للضغط على بكين .