الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

أفريقيا القومية.. الميراث والمصير

أفريقيا القومية.. الميراث والمصير
بقلم: خديجة حبيب صحفية ومنتجة محتوى ـ إريتريا

لم تنفك وسائل الإعلام الغربية، وبعض العربية، إخبار الأفارقة بكينونتهم واحتياجاتهم، وطرق وأساليب عيشهم، لكن المتابع للشأن الإفريقي يعلم تماماً بأن تلك الوصايا ـ إن جاز التعبير ـ ماهي إلا امتداد لما فعله المستعمر، الذي تحدث بلسان أفريقيا وساكنيها منذ أن وطئت قدماه القارة، ما أدى في نهاية المطاف التسليم من الأفارقة بأنهم لا يعرفون أنفسهم ولا مصيرهم.

وكنتيجة طبيعية لتلك الرؤية الاستعمارية تدمر التراث الثقافي والروحي للقارة، ولم يعد الافريقيون يثقون في تاريخهم، وفي قادتهم إلا بمن رحم ربي، مثل نيسلون مانديلا الزعيم الأفريقي الأشهر، الذي وعلى الرغم من نضاله لكنه لم يسلم من التشويه.


الملاحظ أن تشويه الهويَّة الافريقية كان عشوائيا لكنه تم تنفيذه بعناية فائقة منذ أمد طويل، كان ذلك تحت غطاء ضرورة إنشاء دول قومية أفريقية عام 1885، فعمدت الدول الأوربية لحشد مجموعة من الكيانات البشرية ذات الهويات والعرقيات المختلفة في مناطق جغرافية، فعلى سبيل المثال تم وضع«الماساي» في كينيا وتنزانيا، و«التيسو في كينيا وأوغندا، و»الليو" في كينيا وأوغندا وتنزانيا.


لم يكن وضع هذه الجماعات في مناطق لا ينتمون اليها أبشع ما حدث في افريقيا، لكن الأبشع منه الدفع بالأجيال الجديدة لتصبح بلا هٌوية، واستمرار عملية المحو الثقافي من خلال التحكم في مصير تلك الشعوب عبر بعض من قادتها الفاسدين، الذين تم اختيارهم أيضا بعناية فائقة.