الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أفريقيا.. والصراعات الإثنية

أفريقيا.. والصراعات الإثنية
بقلم: خديجة حبيب صحافية ومنتجة محتوى ـ إريتريا

قد يُجمع الأفارقة على أن الفساد استبد بقارتهم، وأن ساستهم ـ الذين لم يختاروهم في الغالب - السبب الرئيس في تأخر القارة، فالإثنية ليست سبب النزاعات بل نتيجة لاستخدامها من هؤلاء القادة لتعبئة الرأي العام.

وهو الأمر الذي يجعلنا نفكر بجدية في إعادة توجيه الجهود لمحاربة المشغلات الحقيقية لأي صراع عوضاً عن محاربة الأداة، والتي غالباً ما تكون متمثلة في أداة العرقية، أو الإثنية، وهو الأمر الذي يتطلب وجود غايات استراتيجية تثقيفية ومدنية تسهم في بناء هوية وطنية مشتركة.


فعلى سبيل المثال، الإبادة الجماعية في روندا ودارفور، وحرب طيور غينيا وشمال نيجيريا وغيرها من سلسلة الأزمات والصراعات التي مرت بها أفريقيا ولا تزال، وتصويرها على أنها صراعات عرقية ليست صائبة، وإن كانت تبدو كذلك.


تصنيف كل هذه الوقائع والصراعات على أنها صراعات إثنية هو تبسيط مفرط، فبحسب دراسة صادرة من المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية فإن التميز العرقي لا أساس له، وأنه غالباً ما يتم تسييس الإثنية على نحو يثير مواقف الظلم بحق العرقيات والإثنيات الأخرى، وأن التشخيص الخاطئ للنزاعات الأفريقية بأنها عرقية يتجاهل الطبيعة السياسية لقضايا الخلاف، وأن الناس لا يقتلون بعضهم البعض بسبب الاختلافات العرقية، بل عندما يتم الترويج لهذه الاختلافات أنها السبب في عدم تقدمهم وحرمانهم من فرص مستحقة.

هذه الدراسة تقودنا إلى السبب الحقيقي في قابلية كثير من المجتمعات ليس فقط الأفريقية بل العربية أيضاً للتلاعب بها من قبل بعض الساسة، وهو هشاشة مشروع بناء الدولة، وهوية وطنية موحدة.. وإذا اعتبرنا أن ما يتم الترويج له إعلامياً بأن سبب الصراعات في أفريقيا هو الإثنية فإن كل قرية ومقاطعة ستتحول لبؤرة صراع بشري.