السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الفيروس القاتل.. وأسواق النفط

الفيروس القاتل.. وأسواق النفط
بقلم: د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ــ مصر

أثرَّ فيروس كورونا القاتل في الصين على الأسواق العالمية ككل، لكن هذا التأثير كان أشد ما يكون على أسواق النفط، ففقدت الأسعار نحو 15% خلال يناير، الأمر الذي دفع باللجنة الفنية لتحالف «أوبك+» للتحرك بشكل عاجل لتقديم اجتماعها الطارئ بهدف مراجعة أثر الفيروس على اضطراب الطلب النفطي.

مع اضطرار السلطات الصينية إلى إغلاق المطارات والمصانع والوجهات السياحية تلقى الطلب النفطي ضربة موجعة، حيث تعد بكين ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم، ما يعني عملياً أن الطلب العالمي قد ينخفض بمقدار 260 ألف برميل يومياً هذا العام، ويمكن أن يتقلص سعر البرميل بنحو 3 دولارات.


تأثر الطلب على وقود الطائرات، وبدرجة أقل الطلب على البنزين والديزل، وربما يكون انتشار «كورونا» أشد وطأة من وباء «سارس» في 2003، لأن حركة النقل الجوي الصينية أعلى بشكل لا يضاهى، وربما تمتد عملية إيقاف الرحلات بين الصين وأمريكا الشمالية أو أوروبا لعدة أسابيع، وهذا سيلقي بظلاله على الطلب على وقود الطائرات.


يؤدي زيادة طول المسافة بين آسيا وأمريكا الشمالية، أو غرب أوروبا، بالتبعية إلى زيادة معدل الوقود المستخدم، وبالتالي يؤثر على مكاسب الوقود، فعلى سبيل المثال، تستهلك رحلة واحدة من لوس أنجلوس إلى طوكيو نحو 9500 جالون من وقود الطائرات، وهذا يعادل 226 برميل نفطي، وإذا استمر الفيروس القاتل في إرهاب المتداولين فسينتبه المستثمرون أكثر لمعدلات انتشار الوباء، ومعدلات الإنتاج، ووفرة المعروض، وسيتصرفون على هذا الأساس.