الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

صفقة القرن.. والمصالحة الفلسطينية

صفقة القرن.. والمصالحة الفلسطينية
بقلم: عبدالغني الشامي صحافي ـ فلسطين

استبشر الفلسطينيون خيراً بعد الأصوات التي علت للمطالبة بإتمام المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام الداخلي إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن «صفقة القرن»، إلا أن هذا الأمر لم يدم طويلاً لعدم مقدرة الأطراف الفلسطينية على مجرد الجلوس على طاولة الحوار، حيث تحدثت بعض الأطراف عن اشتراطات وقضايا ثانوية أعاقت عقد اجتماع وطني، تمهيداً لإنجاز المصالحة وذلك لحسابات حزبية ضيقة لكل طرف.. هنا يطرح سؤال مهم: إذا لم يتوحد الفلسطينيون في ظل صفقة القرن فمتى سيتوحدون؟

عدم استشعار المخاطر من قبل الساسة الفلسطينيين والاستمرار في هذا الانقسام البغيض منذ 13 سنة مؤشر على فشلهم في مواجهة صفقة القرن، وتداعياتها على المشهد الفلسطيني.


صفقة القرن تختلف عن أي مشروع أمريكي أو دولي للتسوية، حيث إن هناك إجماعاً فلسطينياً كبيراً على رفضها، حيث لن يجرؤ أي طرف فلسطيني، على القول: إنني مع هذه الصفقة، ثم إن بمواجهة الفلسطينيين لصفقة القرن، موحدين ستختلف الأمور كلياً عما إذا كانوا متفرقين.


هناك إذن، فرصة تاريخية لإنهاء هذا الانقسام اللعين، واستعادة الوحدة الوطنية من خلال التجمع على رفض الصفقة، وإجراء مراجعة استراتيجية لكل المرحلة السابقة على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، والبدء الفعلي على الأرض بتجميع الفلسطينيين، ولَمِّ الشمل، وصولاً إلى برنامج سياسي موحد يُتفق فيه على الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، وهو موجود في «وثيقة الأسرى للمصالحة» التي اتفق عليها الأسرى في سجون الاحتلال عام 2007 وكانت أساساً لكل حوارات المصالحة.