الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«لا تشلون همّ كورونا».. خطاب أمل من قائد

«لا تشلون همّ كورونا».. خطاب أمل من قائد

PSX_20200323_233845 لا يسشلون هم كورونا

بقلم: يوسف عبدالله الجنيبي محلل استراتيجي ـ الإمارات

الغازي المعـلم ليس من الفضاء، فهو لا يملك صاروخاً أو دبابة أو حتى بندقية خفيفة!، لكنه بمكره جعل الحواضرالعالمية، مثل: البندقية، والإليزيه، والهايد بارك، خاوية على عروشها، وأجبر الأمم على الاحتماء بالجدران، فقد تسلّل إلى أكثر من 185 دولة على مرأى ومسمع من الجميع.

وقف القادة والعلماء والمشاهير مشدوهين، وهو يصيب مئات الآلاف، ويقتل عشرات الآلاف في أقل من 3 أشهر بلا شفقة، ولا يزال الغازي ممعن في الإصابات والقتل.


بين ليلة وضحاها، لا نجد زحمة في الطرق، خلت الأسواق والمحال التجارية، لا حفلات ولا مسارح ولا تجمعات، بل إن الموجع والمؤلم هو أن دور العبادة قد تم إغلاقها حماية للمصلين والمعتمرين والمتعبدين. كما أغلقت المنافذ الحدودية لحصار الغازي لعله يرتدع، إلا أن الجهود لم تثمر، لأن غازينا يستخدم أسلحة متطورة لم نعتد عليها، من ذلك استخدام عاداتنا اليومية ليصيبنا بمقتل.


الغازي المعلم اسمه «كورونا المستجد» وهو فيروس متطور صغير جداً من فصيلة الفيروسات التاجية، مثل: سارس وميرس، ويرجح العلماء أن سارس المكتشف في الصين سنة 2003 انتقل إلى البشر عن طريق «قط الزباد»، وميرس المكتشف في السعودية سنة 2012 انتقل للبشر عن طريق الإبل، أما كورونا فيقال إنه انتقل إلى البشر عن طريق «الخفافيش» و«آكل النمل الحرشفي».

كورونا أعطانا دروساً عجز بعضنا عن تعلمها على الرغم من المؤهلات والخبرات.. دعوني أوجز لكم بعضها، لعلها تصل إلى كل من يتفكر ويتدبر:

أولاً: أن الله خلق كل شيء بقدر، فالنباتات والحيوانات والجمادات هي مخلوقات لها دورها المحوري في حفظ التوازن البيئي، فإذا جار الإنسان على أي منها، كانت النتيجة خللاً في النظام الذي أراده الله.. كورونا يعلمنا ويقول: «إن عدتم عدنا».

ثانياً: علاقات الدول تبنى على المصالح، وأصبحت سيادة العالم لمن يملك المال والسلاح، وتفشّى القتل على يد جماعات الإرهاب الغادرة، فسكب دم الإنسان، وضاع ماله، وعرضه بات مستباحاً بأبخس الأثمان، وأمام هذا الوضع، وحّد كورونا جهود العالم لمصلحة مشتركة.

ثالثاً: جرثومة صغيرة قلصت الجغرافيا، وهذبت السياسة، وركعت الاقتصاد، وأوقفت التعليم، وفرضت هدنة بلا شروط على الحروب المستعرة، ثم إن كورونا يذكرنا بقدرة جند الله مهما غفل الغافلون، وتذاكى المتذاكون، وتجبر المتكبرون، فإن الله هو القادر الجبار المتكبر، فتذكروا يا أولي الألباب.

رابعاً: في أوج المحنة، يقول أحد القادة مخاطباً أمته: ستفقدون الكثير من أحبائكم، يقول آخر لمواطنيه: سيصاب 70% منكم، وآخر يقول لشعبه: لقد فقدنا السيطرة.. قادة سيكتب التاريخ فشلهم في إدارة الأزمات والكوارث.

ومن بين نلك المعادن المنطفئة، يخرج للعالم ضوء ساطع ينير الدرب لشعبه قائلاً:«لا تشلون هم.. الغذاء والدواء خط أحمر، سلامتكم وعيشكم الكريم وتعليمكم مسيرة يجب أن نستمر بها».. إنه قائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يقف اليوم في أوج الأزمة شامخاً كالجبل، ويأمر بإجلاء العرب من بؤرة كورونا في الصين!.. تُرى من يستطيع أن يقدم على هذا القرار في هذا التوقيت غير (بوخالد) حفظه الله ورعاه.

خامساً: وصل كورونا إلى دولتي الحبيبة، وتفاجأ بما لقيه من مقاومة قيادة ذات رؤية استراتيجية، مستعدة لكل الاحتمالات، وشعب ـ منه المواطن والمقيم والزائر ـ كله في خندق واحد مع القيادة الحكيمة وملتزم بتعليماتها.

الإمارات ـ قيادة وشعباً ـ رسخت في هذه الأزمة قيماً زرعها فينا زايد الخير ـ طيب الله ثراه ـ وسار على نهجه قادتنا الكرام.. رسالة من الإمارات إلى العالم: بالإيمان واللحمة والالتزام نستطيع أن نتخطى معاً كل الصعاب.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة :[email protected]