الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«التعليم عن بعد».. رسالة الإمارات الحضارية

«التعليم عن بعد».. رسالة الإمارات الحضارية

PSX_20200401_232904_٢٠٢٠٠٤٠١٢٣٣٢٤٩٦٥٨ التعليم عن بعد

بقلم: نورة حسن الحوسني كاتبة وروائية ـ الإمارات

يُقاس تحضّر الدول ونجاح المجتمعات من فشلها بقدرتها على التعامل مع أزماتها، وإيجاد الحلول الناجعة والسريعة لها، حيث أن هدف الحضارة الإنسانية هو الإنسان وتوفير سبل العيش الكريم له، ولو توقفنا عند ما يشهده عالمنا من اضطراب وقلق في هذه الأيام بسبب الجائحة التي خلفها فايروس كورونا المستجد، نرى أنه بمقدار ما أثرت هذه الأزمة سلبيًّا على العالم بأسره، إلا أنها قدمت دروسًا لا بد من الاستفادة منها للمستقبل، لا سيما وأن هذه الأزمة كشفت كثيراً من العيوب في النظم الغربية الصحية، ومدى استعدادها الفعلي لمواجهة أزمات كبرى كهذه.

وما يستوقنا في هذه العجالة هو طبيعة تعامل دولة الإمارات العربية المتحدة، مع هذه الأزمة الذي اتسم بالمصداقية والشفافية، في التعامل مع هذه الجائحة منذ الأيام الأولى لانتشار أخبارها، ضاربة في ذلك مثلاً رائعًا في المسؤولية والالتزام بكل ما هو في صالح أبنائها والمقيمين في ربوعها، فلم تكتف الإمارات بالتحرك سريعًا لاحتواء هذه الأزمة على الصعيد الصحي، وإنما أخرجت من جعبتها ما تمتلكه من خبرات علمية رائدة، تمثلت في إيجاد البدائل العملية والسريعة لتعطل كثير من المصالح الاجتماعية، وتوقف كثير من الشركات عن العمل،عبر ممارسة الأعمال والأنشطة الإجتماعية عن بعد، ولاسيما التعليم، وذلك عبر تطبيق أحدث الطرق العلمية، التي إن دلت على شيء فإنما تدل على أهمية رؤية الدولة الحضارية القائمة على العلم والمعرفة، واستشراف المستقبل، والإعداد له جيدًا.


لقد وفرت الإمارات، الرؤية والسياسة الواعية التي شملت الاهتمام بالتعليم وغيره من الأنشطة الاجتماعية الحيوية، كل أسباب الراحة والسعادة لمواطنيها والعاملين فيها على السواء، مطبقة في ذلك أفضل الممارسات والحلول العالمية في هذه المجالات، واعتماد المبادرات الخلاقة، التي شكلت في الواقع حاجز الصد الأهم لهذه الأزمة العالمية، وهذه الحلول لم تكن لتوجد لولا البنية التحتية المستندة إلى أحدث الأساليب العلمية، التي وفرتها دولة الإمارات؛ لتحصد بذلك ما زرعته على مدى عشرات السنين، وما قامت به من خطوات حضارية رائعة.


مثَّل التعليم عن بعد في هذه الأزمة حلًّا عمليًّا، ما كان بالإمكان الوصول إليه لولا التطور العلمي الذي بلغته الدولة، وتحول البلاد كلها إلى الأنشطة الرقمية، وامتلاكها لأفضل التقنيات العصرية الحديثة في هذا المجال.

وشكَّل التعليم عن بعد الذي اعتمدته الدولة بعد تزايد مخاطر انتشار فايروس كورونا، فرصة جيدة لأبنائها الطلبة، في الوقت الذي ساعد على زيادة التفاعل بينهم وبين أسرهم، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على العلاقات الأسرية أيضًا.

ولا يفوتنا هنا كذلك التوقف عند السلوكيات الحضارية التي أبداها المواطنون الإماراتيون، وكل المقيمين في ربوع هذا البلد الخير، في التعامل مع الأزمة، والاستجابة للتعليمات الصحية التي تصدرها الجهات المسؤولة، من أجل الحفاظ على أمن المجتمع وسلامة الصحة العامة.

زد على ذلك أن انتشار التقنية الرقمية بشكل واسع، أدى إلى اتباع معظم أبناء الدولة والمقيمين فيها وسائل عصرية متطورة في الشراء عبر الإنترنت، مما ساعد أيضًا في نجاح آليات الحجر الطوعي، التي دعت إليها الجهات الصحية في البلاد، والتزام الناس في بيوتهم، حيث يلاحظ اهتمام الناس بالتعليمات وتنفيذها، انطلاقًا من حسٍّ عالٍ بالمسؤولية، والواجب الأخلاقي والوطني.

وإذا كان لنا من كلمة أخيرة، فإن ما تشهده بلادنا يمثل فرصة جديدة، لتوجيه الشكر للقيادة الإماراتية المدركة لتحديات العصر على اختلافها، والقادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية بكل جدارة.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]