الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الاقتصاد العالمي.. اختبار الموجة الثانية

الاقتصاد العالمي.. اختبار الموجة الثانية
د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ـ مصر

اختبار عسير تخوضه الاقتصادات العالمية هذه الأيام مع بدء تفشي الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، ففي الصين، موطن الوباء القاتل، بدأت معاناة جديدة مع انتشار لحالات العدوى، ما أدى بالمدارس والأندية الرياضية ومراكز التسوق والمتاجر الكبرى إلى جولة أخرى من كارثة الإغلاق الإجباري، هذا في الوقت الذي يتزايد فيه انتقال العدوى في بلاد العم سام وسط عزوف الأمريكيين عن ارتداء الكمامات وعدم الالتزام بضوابط التباعد الاجتماعي.

تشير الموجة الثانية إلى أن الوباء القاتل لم يرحل نهائياً، ما أدى إلى تفجير موجة بيعية في الأسواق المالية، وهبوط أسعار النفط، بفعل حالة الفزع، التي تسيطر على قاعات التداول من بكين إلى فلوريدا، حيث تتحرك الأسواق حالياَ وسط موجات من الخوف والطمع، ويبدو أنه بعد أن تمتع الطمع بفترة طويلة من الصعود، بدأ الخوف في الظهور مجدداً.


من المرجح أن تصبح التوقعات بشأن سوق النفط على المدى القصير أكثر قتامة بسبب ضعف البيانات الاقتصادية، وتقهقر الطلب العالمي جراء اندلاع موجة ثانية من الوباء، فيما يحاول المتداولون والمضاربون في أسواق النفط تجاهل الأمور السلبية، مع التركيز فقط على الأنباء الإيجابية، مثل: انخفاض إنتاج الخام الصخري في الولايات المتحدة، واستمرار اتفاق خفض الإمدادات من جانب «أوبك+».


لمن لا يعلم، فإن قوة الاقتصاد العالمي لا تتوقف فقط على حزم التحفيز المالي، وإعادة فتح القطاعات الاقتصادية، والإعفاءات الضريبية للشركات المتضررة، ولكنها تتعدى أيضاً إلى ضرورة التمسك بتدابير الصحة العامة، بما فيها ارتداء الكمامات الطبية على نطاق واسع، والالتزام بقيود التباعد الاجتماعي، والتعجيل باكتشاف علاج ناجح ينهي المأساة الراهنة، وهذه الأمور مجتمعة ستؤدي إلى سرعة تعافي الأسواق العالمية.