الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الوعي.. ثقافة مجتمعية

الوعي.. ثقافة مجتمعية
محمد الشرفاوي كاتب ومخرج ـ سوريا

في خضمِّ أزمة فيروس «كورونا» المستجد كوفيد-19، ظهرت أهمية الوعي المجتمعي بشكل واضح وجلي، بينما شكلت قلّة الوعي واحدة من أخطر التحديات، التي واجهت الحكومات خلال تصديها للوباء، وبناءً على هذا ظهر التباين المجتمعي في استجابة أفراد المجتمع للقرارات والإجراءات الاحترازية والوقائية، التي فرضتها الدول لمنع انتشار الوباء، حتى صار الوعي عملة مستدامة لا تقل قيمة عن أي عملة أخرى.

إن قلة الوعي لدى أفراد المجتمع، وعدم إدراكهم لخطورة التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية في ظل أزمة كورونا، كلّف حكومات الدول سواء ذات الاقتصادات القوية، أو الفقيرة منها، كثيراً من الخسائر، التي بدأت في ارتفاع أعداد الوفيات ولم تنتهِ بالأضرار الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من التداعيات التي لا حصر لها.


إن دور المؤسسات الثقافية في كل مكان من العالم، يُحتِّم عليها الارتقاء بالمضمون الثقافي والمحتوى المعرفي لدى الشعوب، بحيث يتم بناء وعي لدى مختلف فئات وأفراد المجتمع بطريقة التعامل والاستجابة للتعليمات وقت الأزمات والطوارئ، بما يتناسب مع أنماط الحياة، لأنه كلما كان الوعي المجتمعي أكبر، كان الوعي بأهمية القرارات الحكومية والانضباط وقت الأزمات أكثر، ما يُقلِّل الخسائر، ويوفر الجهد والمال والوقت على الحكومات في كل الدول.


خلاصة القول: إن توظيف الثقافة والإبداع والارتقاء بالفكر والوعي المجتمعي، من خلال تضمين الإبداعات الفنية والبرامج التلفزيونية ووسائل نقل المعرفة، محتوى ثقافي يعزِّز من الوعي المجتمعي بطريقة التعامل مع الأزمات، وكيفية الاستجابة السريعة للتعليمات، كما يعزِّز من قدرة الدول على مواجهة مختلف أنواع التحديات، وتحديد أولوياتها وقت الأزمات والكوارث، وبناء اقتصادات مستدامة قائمة على المعرفة والابتكار.