الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جاهزية المستقبل الإماراتي

جاهزية المستقبل الإماراتي
طالب غلوم طالب كاتب ـ الإمارات

إن جاهزيّة المستقبل الإماراتي لا تعني إصلاح الماضي، ولا تقليص أخطاء الحاضر، وإنما هي تركز بشكل أساسي على الصورة المثلى للمستقبل، بحيث تنفذ على أرضية الواقع من خلال عملية التخطيط للمستقبل، فهو غير مقدر سلفاً بل يتم صناعته بالدراسة والبحث والتنبؤ والتخيل، كما أن التخطيط لا يسعى إلى إصلاح الحاضر، وإنما يُسْتفاد من أخطائه، وكذلك نجاحاته، ومن خلالها يتم التركيز على نتائج المستقبل، وإمكانية تحقيقها من أجل غد أفضل لتصبح الإمارات الأفضل في شتى مجالات الحياة، وهذا يعتمد على عاملين أساسيين:

الأول: التّوسع في مجال البحوث المستقبليَّة والاستشرافيَّة، والتي تجسد علاقتهما في دراسة واستشراف التطورات المتوقعة ونتائجها المحتملة، وتحدد كيف يمكن تحقيق هذا التطور.


الثاني: يعتمد على قدرات الإنسان التي يمتلكها من الخبرة والبصيرة والحدس والخيال والرؤية والذكاء والتفكير والفهم والإدراك، لذا يمكننا القول: إن جاهزيَّة المستقبل هي: «رفع القدرات المؤسسية على الاستعداد للمستقبل»، فالوعي بالمستقبل واستشراف آفاقه، وفهم تحدياته، فرصة من المقومات الرئيسية في صناعة النجاح الإماراتي لتأتي الإمارات في المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة الثانية عشر عالمياً في تقرير التنافسية الرقمية 2019.


المستقبل سريع بإنجازاته العلمية والرقمية بما يحمله من سرعة متزايدة في التغيرات الشاملة (التقنية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية)، لذا فالمؤسسة التي لم تكن مستعدة لتلك التغيرات ستفقدها القدرة على معايشة الغد، والاستفادة من إنجازاته، ومعالجة المشكلات المصاحبة للتطور الاقتصادي والعلمي والتقني، والذي يرتهن بمدى قدرة المؤسسة على الإعداد للمستقبل والتخطيط للقائه، والتعامل معه.

لذا نجد أن جاهزية المستقبل الإماراتي تعتمد وبشكل أساسي على سبعة محاورهي:

1- استشراف المستقبل: لتقديم برامج استشرافية للجهات الحكومية.

2ـ الشراكات الاستراتيجية: لتطوير وتقديم المبادرات والبرامج بالشراكة مع الخبراء والمؤسسات العالمية، مثل: برنامج خبراء الإمارات الذي دشّنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في يناير 2019.

3ـ دراسة التوجهات العالمية: للكشف المبكر عن التوجهات المستقبلية، ووضع التحليلات الاستراتيجية والتقارير بناء عليها وتكوين رؤية شاملة للعالم بأسره في عام 2065، استناداً إلى مئة كتاب عن توقعات مستقبلية، ومائة توجه عالمي لعام 2050، وفي بعض الأحيان، اتجاهات متباينة من المرجح أن تشكل التطورات العالمية، من من خلال سيناريوهات في المواضيع التالية: التركيبة السكانية، والتعليم، والجغرافيا السياسية، والاقتصاد والحكومة.

4- أدوات جاهزيّة المستقبل: لتطوير مجموعة من الأدوات للتخطيط للمستقبل مثل تطوير المعرفة الضمنية، والخبرات المتراكمة والخرائط العقلية، وكذلك الأدوات الكمية من المسوحات وصياغة النماذج والسلاسل الزمنية، وغيرها من الأدوات التي تتطور بتطور التغيرات التقنية.

5ـ التوقعات المستقبلية: لتطوير التقارير المستقبلية والبيانات ووضع السيناريوهات.

6ـ قدرات استشراف المستقبل: لمساندة الجهات الحكومية، وبناء قدراتها على التفكير الاستباقي.

7ـ البحوث والدراسات: لدعم الجهات الحكومية، وتقديم الدراسات المستقبلية لبناء قدرات استشراف المستقبل، ورسم السيناريوهات بناء على الاستراتيجية المطروحة من طرف الدولة ومؤسساتها.

وأخيراً، فإن هذه المحاور السبعة تسعى إلى تحقيق النجاح والوصول إلى الأفضل في جودة الحياة، والأفضل في التقنيات الحديثة، والأفضل في الاقتصاد، والأفضل في الموارد البشرية.