الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العادات والتقاليد.. وإلغاء العقل

العادات والتقاليد.. وإلغاء العقل
خلود خالد حامد طالبة علم نفس ـ الإمارات

ليست كل أفعالنا نتيجة لمونولوج مع العقل، فبعض الأفعال هي موروثة عن والديك ومجتمعك والبيئة المحيطة بك.

فمثلاً الجائحة التي نمر بها هذه الأيام غيرت كثيراً من العادات لديَّ أنا شخصيّاً، وأصبحت أفكر في كل فعل وعادة قبل أن أُقدم عليهما، فمثلاً: اعتدت في كل صباح حين أستيقظ، أن أرش الماء أمام شرفة المنزل، وذات مرة سألتني صديقتي عن السبب فقلت، لها: ــ لا أعلم، لكنني اعتدت أن أرى والدتي في كل صباح تستيقظ باكراً، وتقوم برش الماء أمام باب المنزل، وفي المنطقة المحيطة به.


بعدها اتصلت بأمي وسألتها عن السبب، فردت بالقول:


ــ لقد كانت والدتي ترش الماء أمام المنزل في كل صباح ومساء لأنها تسكن في الريف، ومنزلها والأرض المحيطة به هي من الطين، ورش الماء على الطين يجلب تيار الهواء البارد.

ضحكت على حالي لأنني ووالدتي لا نسكن في الريف، ولا تحيط بنا أرض من الطين، ما يعني أننا نحن البشر نتوارث العادات دون أن نفكر فيها بعقلانية ومنطقية، لذلك لو أعدنا التفكير لوجدنا عاداتنا يحكمها التقليد لا العقل ولا المنطق.

لقد أصبحت العادات والتقاليد من المسلّمات في حياتنا، وأبسط دليل على ذلك أن العرب قديماً كانوا يقومون بهز الفنجان حين الانتهاء من شرب القهوة بمعنى اكتفيت، وإن لم يفعل الضيف ذلك يسكب له المزيد، ومن الجميل أن هذه العادة لا تزال متوارثة حتى عند صغار السن إلى الآن.

لكن الحقيقة هي: أن العرب كانو يستعينون بالصم والبكم في المجالس قديماً لتقديم القهوه والشاي للضيوف وسبب ذلك هو الحفاظ على الأسرار التي تناقش في المجلس من التفشي في المجالس الأخرى أو لدى الأعداء.