رحيل الفاروقي.. خسارة هندية ـ عربية

قطفت جائحة كورونا صباح الأربعاء الماضي (22 يوليو) حصادها الثاني من الثقافة العربية في الهند، إذ توفي البروفيسور فيضان الله الفاروقي أستاذ اللغة العربية في جامعة جواهر لال نهرو، إثر اصابته بفيروس كورونا، الذي يهدد الحياة البشرية اليوم.

لقد كان الأستاذ الفاروقي علماً من أعلام الثقافة العربية، الذين بذلوا جهودهم في الترويج للغة العربية وآدابها تدريساً وتأليفاً، كما كان مثالاً للسلف الصالح بعلمه وزهده وورعه وتقواه، وتميز بالكرم، والشفقة على طلبته وحبهم، ورشدهم.

من ناحية أخرى، يعد فيضان الله الفاروقي مرجعاً أساسياً في القواعد النحوية والصرفية، كما كان مصدراً مهماً في الشعر العربي الكلاسيكي بالهند، والنقد البناء، وهو ما حفلت به محاضراته أو في محافل أدبية أخرى.

لقد كان الأستاذ الفاروقي يحفظ عن ظهر قلب كثيراً من الشعر العربي والأردي والفارسي، كما تربىَّ على قيم مدرسة سلفنا الصالح، وحافظ على تلك الروح الخالصة من غزارة العلم والتبحر، ودقة النظر في القضايا العلمية واللغوية.

برحليه فقدت الهند والأمة الإسلامية والعالم العربي شخصية علمية عظيمة.. وهكذا بدأت تطوى المائدة للثقافة العربية التي بسطها الجيل السابق.

يذكرنا الفقيد الأستاذ الفاروقي بالزهد والتقوى، والتواضع، لهذا يمكن القول إن مثله لا يموت، بل هو باقٍ في أعماق قلوبنا.

رحمك الله يا أستاذ الفاروقي، وآن لك أن تستريح في جنات الخلد، بعد تلك الجهود المثمرة، حيث كرست حياتك للعربية، فكنت نعم الأستاذ.