السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سعادة الفرد.. ووهم الحزن

سعادة الفرد.. ووهم الحزن
حنان هلال النعيمي كاتبة ـ الإمارات

سأحاول هنا أن أزيل غيمة الحزن التي حجبت عنك نور السعادة، لتبدأ بعدها بالانتعاش في هذه الحياة، ذلك أن البعض يظن أن السعادة في متع الدنيا المادية، والحقيقة أن ذلك تصور واهم.

كثيرون هم الذين ينظرون إلى الجزء الفارغ من الكوب، ويعتقدون أن ذلك الفراغ هو السعادة ونسوا الجزء المملوء، ذلك أن السعادة الحقيقية هي أن تنظر إلى الجانب المشرق من حياتك، وهي قرار تتّخذه أنت، تنظر من خلاله للنعم من حولك، وأن تتفكر في الموجود لا المفقود.


وفي قصة معبرة أعجبتني وتختصر كثيراً من الكلام، يحكى أن رجلاً ثريّاً كان مهموماً، ورآه أحد الحكماء فقال له ما الذي نغَّص عيشك؟.. قال الثري: أترى ذلك الغلام الذي يعمل عندي؟.. إنني أراه أسعد مني، مع أنه لا يملك شيئاً


فردّ الحكيم: جرِّب معه خطة «99».. سأله الثري: وما تلك الخطة؟

فقال الحكيم: ضع صُرَّة من المال مكتوباً عليها 100 دينار أمام منزل الغلام، واجعل داخلها 99 ديناراً فقط، ثم اطرق الباب وابتعد.

فتح الغلام الباب، وإذا بصرةٍ مكتوب عليها 100 دينار أخذ يعدها، وإذا هي 99 ديناراً فقط، فأخذته الحسرة على الدينار الناقص، وأخذ يبحث طوال الليل حتى اقترب الفجر ولم يجده.

وفي الصباح رأى الرجل الثري غلامه حزيناً ليس كعادته، حينها فهم قصد الحكيم من 99.

الخلاصة: إن كثيراً من الناس ينسى 99 نعمة في حياته تكفي لأن تجعله أسعد إنسان، ويظل يبحث عن النعمة الناقصة، التي حجبت عنه، لغاية ربانية فيها الخير له.