السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الصين.. الخيار الاستراتيجي الخاطئ

الصين.. الخيار الاستراتيجي الخاطئ
محمد باحارث كاتب ـ السعودية

الصين قوة نووية واقتصادية لا يستهان بها، ولكن كمية الازدراء العالمي لها بسبب فيروس كورونا وسلوكياتها مع الهند، وما سبقه من اتهامات أمريكية وأوروبية بالتجسس عبر أجهزة شركة «هواوي»، وماضي الصين في اضطهاد المسلمين «الإيغور»، وما نسمعه ونشاهده في الشبكات الاجتماعية من إقليم شينجيانغ، وتاريخها في الحرب الكورية.. جميعها مؤشرات سلبيَّة. هناك جملة من التساؤلات تُطرح اليوم حول الصين، منها: هل كذبت على العالم بشأن فيروس كورونا؟ وهل كذبت بشأن تعاملها مع المسلمين ومزاعم حرمانهم من الصلاة والصيام والقيام بأركان الدين الإسلامي؟ وما ردها على الفيديوهات الخاصة بالمسلمين الصينيين التي تجتاح الشبكات الاجتماعية وتترجم لنا؟ لا شك أنه من حق الصين الحفاظ على وحدتها، لكنها تجاهلت فوائد التجربة البريطانية مع أستراليا وكندا ونيوزيلاندا، ومن في حكمها، ولم تستفد الصين منها في تايوان، ولا هونغ كونغ. من جهة أخرى، فإن الصراع الحدودي مع الهند أظهر الوجه الآخر للصين، حيث أظهرت للعالم أنها المتنمر والمتعدي بتصريحات نارية، وهناك قضية القروض الصينية عالية الفائدة للدول النامية وغيرها.. هل هي نوع من أنواع الاحتلال الاقتصادي السياسي؟ قبل الأحداث الأخيرة وتوتر العلاقة بين البلدين، حذرت الخارجية الأمريكية مواطنيها في الصين من أنهم معرضون للاعتقال بلا سبب، ودعتهم للمغادرة لأجل سلامتهم، كما أن التهديدات الصينية لبريطانيا تتزايد بشكل يدعو للقلق.. فهل كل هذا لأنها منعت منتجات شركة هواوي؟. الصين اليوم تتحالف مع إيران، وتتزايد الأخبار بأنها ترغب في بناء قواعد عسكرية وعمل اتفاقيات عسكرية مع طهران، وهذا قد يجعلها عرضة لمقاطعة لم يُر لها مثيل في التاريخ، وفي الوقت الحالي هناك دعوة شاملة في الهند لمقاطعة الصين، وكل منتجاتها، جرَّاء المعارك الحدودية التي راح ضحيتها العشرات، واحتشدت القوات العسكرية على الحدود بسببها.. ما دفع المراقبين إلى طرح السؤال الآتي: هل تجهز الصين لاجتياح واحتلال الهند مستقبلاً ؟ وعلى مستوى الحريات، فقد أعلنت عالمة الأوبئة الصينية المختفية دكتورة لي مينج يان: أن الصين قامت عمداً بإخفاء المعلومات عن فيروس كورونا، وذلك بعد هروبها من هونغ كونغ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتستطيع أن تتحدث بحرية، وهذا على خلاف ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية للصين حين عمدت إلى تسمية الفيروس بكوفيد-19، بدلاً من ووهان-19، على غرار مسمى ميرس وسارس والإنفلونزا الإسبانية، كما نشرت المنظمة معلومات مغلوطة في يناير لصالح الصين، مفادها: أن الفيروس لا ينتقل بين البشر، ناهيك عن عيوب في صناعتها المتعلقة بوسائل مواجهة كورونا، ومن ذلك الكمامات غير الصالحة للاستخدام في جمهورية التشيك وجمهورية الفلبين. وهناك التصريحات المرعبة من الملياردير الصيني جو وينجو ـ الذي كان مقرّباً من الطبقة الحاكمة ـ عمّا أسماه الخطط الحقيقية للنظام الصيني، وهي، حسب مزاعمه، تثير القلق والمخاوف من التعامل مع الصين بالإضافة لما سبق ذكره. في السياق ذاته نجد مقالة ستيفن موشير ـ في نيويورك بوست ـ بعنوان: «وأخيراً العالم يتَّحد ضد تكتيكات التنمر الصينية»، تختصر كثيراً من خطط الصين. إن الصين بعيون وزير خارجيتها الأسبق لي تشاو شينج جميلة، وكلامه: «الصين دولة تريد الخير» عام 2013، أقنعني، لكن اليوم أتساءل: هل عجزنا عن فهم الصين أم عجزت هي عن فهمنا؟ بقيت الإشارة إلى أن روسيا أقرب لنا من الصين.. تقنياتها متقدمة أكثر من الصين، ومهارات أفرادها أفضل من الصينيين، وبيننا وبينها مبادئ مشتركة، وقد شاهدنا كيف لم تتخلَ عن حلفائها في المنطقة، ولا تزال متمسكة بهم حتى اللحظة.. نحتاج فقط إلى فهم ثقافتها وطريقتها في التعامل، ومعها قد نشكّل أقوى تحالف.