الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

«إمارات السؤدد».. والمتشدِّقُون

«إمارات السؤدد».. والمتشدِّقُون
راشد بن خزام كاتب ـ السعودية

المتابع لقناتَي الجزيرة الناطقتَين بالعربية وبالإنجليزية، ينشطر كبده ضحكاً على تلاعبهما بالألفاظ، وهما تسيران فوق حبال ملونة لتنطقا فرحاً عبر بثهما الأوروبي، وتهلِّلان حول اتفاقية السلام الإماراتية، وتدغدغان مشاعر الغرب كذباً وتملُّقاً، فيما تموجان غضباً في توجههما العربي وتعلنان رفضهما التام للخطوة الإماراتية، وتحاولان استنفار المواطن العربي بضغينة واضحة.

هذا التخبُّط الإعلامي، يسانده البعض في عدد من العواصم العربية والإسلامية، فعلى سيبل المثال، نجد نبيل شعث، المالك لمصانع الإسمنت التي تُموّن الجدار الفاصل بين فلسطين وإسرائيل، يرى أن الإمارات ارتكبت خيانة، وعزمي بشارة النائم على عرش الصفقات التجارية الإسرائيلية بين تل أبيب والدوحة وجهة نظره: أن الإماراتيِّين أخطؤوا بحق فلسطين.. وهناك إسماعيل هنية، الذي يتشدَّق على القيادة الإماراتية وهو من غاص سراً في لعق أحذية جنود إسرائيل في كل رحلة يخرج فيها لجمع الأموال من إيران، كما نجد رجب طيب أردوغان يرغي ويزبد من أنقرة، لأن الإمارات سحبت منه بساط الريح الذي كان يطير فوقه، وقد أعمى أولئك جميعاً، أنهم لا يمثلون إلا تيارات كاذبة وفارغة استمعنا لها عشرات السنين، وهي تتلاعب بقضية عربية طال أمدها وخانها بعض من أهلها وباعوا ضمائرهم حتى أصبحوا أباطرة المال في العالم باسم قضيتهم.


إن من حق الإمارات العربية المتحدة التي راعت مصلحة الشعب الفلسطيني، أن تقدم بشجاعة نحو السلام العادل والشامل لوقف الاستيطان على شعب ما يزال يعاني من وطأة قيادته أكثر من الاحتلال.. السلام الإماراتي الإسرائيلي هو خطوة جريئة نحو التعايش السلمي للشعب الفلسطيني أولاً وأخيراً، وقد حان الوقت لإغلاق الأبواق المتشدِّقة ضد العيش بسلام.