الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

لبنان.. وأنصاف الآلهة

لبنان.. وأنصاف الآلهة
د. محمد مسعود الاحبابي باحث سياسي ــ الإمارات

تجاوزت الحرب ضد لبنان أرض الواقع إلى العالم الافتراضي عبر الشبكة العنكبوتية، وتجسَّدتْ صيحات العداء في صورة غرف استخباراتية لدول معادية للبنان توجه آراء وأفكار تلك الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي وتبث تحركاتها الغاضبة بالشوارع والميادين، فهناك أطراف إقليمية تسعى لتدمير لبنان قبل موعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل بالتحريض على حرب أهلية.

وفي الوقت نفسه لا يرغب حزب الله في خوض حرب جديدة ضد إسرائيل.. تلك الحرب التي يتعطَّشُ لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد استنزاف حزب الله عسكريّاً في الميدان السوري، وانهيار الاقتصاد الإيراني الداعم الأول له، والآن أي تحرك أو مغامرة عسكرية لحزب الله ستكون تكلفتها باهظة على الحزب ومدمرة للبنان.


والغريب في الأمر أن اللبنانيين الآن يفتحون كل ملفات فساد الماضي منذ مئة عام، ولم يعد أحد يهتم بأسباب انفجار المرفأ بقدر اهتمام بعض المنصات اللبنانية بتصفية حساباتها مع خصومها، وهكذا يصير صاحب القضية عدوًا لها.


ولذلك نقول: إن أمر لبنان لن يستقيم بعد رحيل حكومة حسان دياب، فقد كانت من أقصر الحكومات اللبنانية عمرا، ولكن أمر لبنان بيد شعبه، هذا الشعب الذي فتح أبواب بلاده على مصراعيها للتدخلات الخارجية، وصنع من الفاسدين والطائفيين أنصاف آلهة، وقل -إن أردتَ- لقد اتخذتْ كل طائفةٍ من طوائف الشعب الممزق إلهًا خاصًّا بها تتعبده، والآن يعلن الجميع عمًّا يعتنق ويدين، ولك الله يا لبنان