الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«السعودية اليوم».. ميراث «صقر الجزيرة»

«السعودية اليوم».. ميراث «صقر الجزيرة»
عبدالإله بن سليمان اليحياء أمين عام الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني ـ السعودية

نعيش اليوم حدثاً ننتظره كل عام ليذكرنا ببداية عهد الرخاء والأمن والأمان، ألا وهو اليوم الوطني لمملكتنا الغالية، الذي استعدنا معه تفاصيل ملحمة تاريخية كبرى سطّرها صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله تعالى ـ وخلّد تاريخها في صفحاته كواحدة من أكبر وأبرز الملاحم الوطنيّة في التاريخ الحديث.. ملحمة نستلهم الدروس منها، ومن مشروع التحوّل الكبير الذي قاده بعد ذلك، لتأسيس دولة حديثة تواكب مستجدات العصر وتستفيد من تقنياته مع المحافظة على قيمها وثوابتها.

قبل تسعين عاماً أتمّ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مهمته الأولى بنجاح فأعلن توحيد هذه البلاد المباركة تحت راية التوحيد وإرساء قواعد الأمن والاستقرار في كافة ربوعها، فاستطاع بتوفيق من الله تعالى تجنيب المملكة مخاطر عديدة كانت تحيط بها من كل حدب وصوب، رغم الحروب العالمية والتحالفات الدولية التي أفضت إلى تقسيم كثير من بلدان العالم، ومنها: الدول العربية والإسلامية إلى مستعمرات للدول الكبرى، بينما ظلت المملكة العربية السعودية وسوف تظل ـ بإذن الله تعالى ـ شامخة عزيزة بدينها ووحدتها وقيادتها وأبطالها البواسل وشعبها الوفي.


كلما تحلّ هذه المناسبة أتذكر دعوة نبي الله إبراهيم، عليه السلام، لهذه البلدة المباركة: «وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطرّه إلى عذاب النّار وبئس المصير» (سورة البقرة ـ الآية: 126)، وكانت دعوة مستجابة أكرم الله بها وطننا الغالي.


نحتفل هذا العام بيومنا الوطني مستعيدين معه ملحمة التوحيد التي قادها المؤسس، وما تلاها من تحوّل للتأسيس والتطوير، وفق الرؤية الوطنية 2030، وعبر مسيرة التحوّل الوطني 2020 ببرامجه التنموية الشاملة في كل المجالات والقطاعات، ومنها: قطاع الإعلام الذي يشهد نشاطاً وتطوراً غير مسبوق في كامل منظومته التنظيمية، ويتجلى ذلك بوضوح في تطوير وتحديث بيئة الصحافة والإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وأيضاً تطوير المنتجات والمواد الإعلامية.

ونظراً لأن الإنسان السعودي هو محور التنمية وهدفها الأسمى، فقد حظيت تنمية الموارد البشرية بالمملكة بأهمية خاصة في مسيرة المملكة العربية السعودية التنموية، ومن بينها الوظائف بقطاع الصحافة والإعلام، كما استطاع قطاع الإعلام تحقيق مستويات عالية وغير مسبوقة من النمو نتيجة للحرص على توفير جميع متطلبات تنميته وتطويره.

إن ثروتنا الحقيقية ليست النفط، إنما هي ديننا الحنيف، وإنها أيضاً حكامنا المخلصون آل سعود، ذلك أن البترول موجود في بلدان عديدة ولم ينفعها، لأن ليس لدى تلك البلدان تطبيق لشرع الله، وليس لديهم حكام رائعون مثل حكامنا وأخيراً وليس آخراً، يجب أن نحافظ على وطننا الحبيب، ونفديه بأرواحنا لأنه بيتنا الكبير الذي نعيش فيه، وحكامنا المخلصون مثل الوالدين في البيت الكبير يجب طاعتهما واحترامهما.

وفي الختام.. وبهذه المناسبة ألا وهي الذكرى التسعون لتوحيد هذه البلاد المباركة، يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سائلاً الله عز وجل أن يديم على هذه البلاد عقيدتها وقيادتها، وأن يحفظ أمنها واستقرارها ورخاءها، وأن ينصر حماة الوطن المرابطين على حدودها، وأن يعيد هذه المناسبة على الوطن بالخير والعزة والتوفيق.