الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مناصرو بايدن العرب.. وكيسنجر

مناصرو بايدن العرب.. وكيسنجر
عبدالله العولقي كاتب ـ السعودية

على منصات التواصل الإلكترونية العربية، هناك دعم تفاؤلي بانتصار جو بايدن على دونالد ترامب، من المحسوبين على إيران والمؤيدين لمشروعها التخريبي في المنطقة، لكن مواقف بايدن المعلنة قد تفسد عليهم هذا التفاؤل، إذ أعلن أنه سيعيد العلاقة بقوة مع بكين في حال انتصاره في الانتخابات، وهذا لن يفيد الإيرانيين كثيراً كما هو معروف.

كما إن العودة إلى الاتفاق النووي بصورته «الأوباميّة» أمر مستبعد جداً بعد أن أثبتت طهران خروقاتها المستمرة وعدم قدرتها على ضبط سلوكها التخريبي، بالإضافة إلى أن الديمقراطيين ربما استوعبوا فشلهم الذريع في مشروع الربيع العربي ومآلته الكارثية على المنطقة، وأن ليس في مصلحتهم المستقبلية سوى التعاون المثمر والفعال مع قوى ومراكز الاتزان في الشرق الأوسط، بدلاً من دعم الأحزاب الدينية المتطرفة التي أثبتت فشلها السياسي، وعجزها عن تقديم واجهة سياسية مثلى أمام المجتمع الدولي، وبهذا فإن فوز بايدن أو ترامب في السباق الانتخابي لن يفيد الإيرانيين وعملاءهم كثيراً فيما يعوّلون عليه.


وأخيراً، قدّم السياسي الأمريكي المعروف هنري كيسنجر تحذيره المدوي لجميع الساسة الأمريكيين، جمهوريين وديمقراطيين، مفاده: أن بلدهم الولايات المتحدة في حاجة إلى طريقة جديدة في نمطية التفكير السياسي، ولن تفيد الحالة الانقسامية التي يشهدها المجتمع الأمريكي، كون البشرية على حافة اندلاع حرب كونية قد تشتعل في أية لحظة بين واشنطن وبكين.


وفي رسالته التاريخية، أكّد كيسنجر أن العالم بحاجة إلى تنهيج نظام عالمي حديث، يتواكب مع التطورات المتسارعة للأحداث السياسية حول العالم كوننا الآن نتعايش مع ظروف تاريخية تتشابه إلى حد كبير مع ظروف اندلاع الحرب العالمية الأولى.. فهل سيستمع الديمقراطيون والجمهوريون إلى رسالة كيسنجر، أم سيستمر مسلسل الحالة الانقسامية الحادة.