الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ترامب وبايدن.. سباق صعب بحضور «كورونا»

ترامب وبايدن.. سباق صعب بحضور «كورونا»
معاذ وليد أبودلو محام وباحث في القانون ـ الأردن

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية من تاريخه المحدد بعد غد الثلاثاء، 3 نوفمبر الجاري، تبيّن من النشاط المحموم الاختلاف في البرامج بين المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب، الرئيس المنتهية ولايته، والديمقراطي جو بايدن، نائب الرئيس السابق، أو (النائم/النعسان) كما ينعته منافسه دونالد ترامب.

في المناظرة الأولى أظهر جو بايدن حضوراً ذهنياً وصحيّاً جيداً، وثباتاً في الأجوبة في كل محاور المناظرة، وقدم أيضاً برنامجاً اقتصادياً وسياسيّاً قد يكون مقنعاً للمواطن الأمريكي، وأعاد إثبات ذلك في المناظرتين الثانية والأخيرة. وعلى خلفية ذلك كشفت نتائج استطلاعات الرأي عن تفوق بايدن على ترامب حتى وقت قريب من تاريخ يوم الاقتراع الرئيسي، أي منذ أن بدأ المواطن الأمريكي التصويت فعلاً، منذ منتصف شهر أكتوبر الفائت، حيث تجاوز عدد


المقترعين أكثر من 85 مليون ناخب لغاية الجمعة الماضي، في التصويت المبكر في انتخابات يتوقع أن تكون نسبة المشاركة فيها عالية جداً، وقد حقق التصويت المبكر أرقاما قياسية، فعلى سبيل المثال، صوت 9 ملايين شخص في ولاية تكساس ليتخطى العدد فيها بذلك إجمالي المشاركين في انتخابات 2016


ورغم الاختلاف الظاهر بين المرشحين في كل شيء، وخاصة ملف كورونا، والذي يسعى جو بايدن بالضغط على منافسه من خلاله، مؤكداً عدم الجدية في التعامل مع الفيروس، ما أدى إلى تجاوز عدد الوفيات 220 ألف وفاة.

في المقابل فإن ترامب يسعى للتقليل من شأن الفيروس (الصيني كما يسمّيه)، ويهاجم بايدن من منطلق أن الاقتصاد أهم، وأن إدارته للملف هي الصحيحة، بالإضافة إلى باقي الملفات الداخلية الأخرى، سواء كانت حول التأمين الصحي أو السلاح، أو الضرائب وانخفاض نسب البطالة، بالإضافة للملفات الخارجية، وخاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، مثل: أفغانستان، والاتفاق النووي الإيراني، والقضية الفلسطينية، والسلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وقضايا المناخ والبيئة.. إلخ.

ورغم تقدم جو بايدن على دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، ومن خلال الدراسات التحليلية، وتأييد المشاهير والمؤثرين قبل يوم الاقتراع الرئيسي، إلا أن هذا التقدم لا يعني أن الأمور تسير نحو الديمقراطيين، وتأكيد فوز جو بايدن، حيث إنه لا يتم انتخاب الرئيس ونائبه من خلال الأصوات الشعبية المباشرة، بل إن من يحدد ويختار الرئيس الذي سوف يصل إلى البيت الأبيض هم كبار الناخبين أو الكُلية الانتخابية، التي تمثل كل ولاية والبالغ مجموعها 538 وتعرف بـ(المجمع الانتخابي).

ويحتم على من يصل إلى البيت الأبيض الحصول على عدد أصوات يساوي 270 صوتاً، وهناك حالات سابقة تفوَّق مرشح على مرشح بعدد الأصوات الشعبية، إلا أن المجمع الانتخابي قد يختار المرشح الحاصل على أقل الأصوات الشعبية، كما حدث في الانتخابات السابقة عندما تقدمت هيلاري كلينتون على دونالد ترامب بأصوات الناخبين، إلا أن الكلية الانتخابية (المجمع الانتخابي) صوّت، وكانت أصواته لمصلحة ترامب ما جعله يفوز بالرئاسة.

والمتابع للتسلسل التاريخي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، يجزم أن هذه الانتخابات سوف تكون صعبة ومتقاربة جداً في النتائج، وأعتقد أن مهمة جو بايدن ليست بالسهلة، لأن دونالد ترامب خصم عنيد وقوي، وهو مدعوم من البيض واللوبيات وبعض القوى الخارجية.

ولا شك أن الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة الأمريكية لها دور فاعل في دعم وصول الرئيس حسب المصلحة والظرف، والمتوقع أن معركة الوصول إلى البيت الأبيض في هذه الانتخابات ستكون شديدة وصعبة للغاية.

ومع ذلك كله، فإن المُرشحَين الديمقراطي والجمهوري اتّفقا على ضرورة العمل على تقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة إلى أدنى درجة ممكنة، وتقليل النشاط العسكري في المناطق الساخنة.