الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تكامل الرؤية.. الحياة والعمل

تكامل الرؤية.. الحياة والعمل


نبيل عرابي كاتب ـ لبنان

يُعْطي تكامل الرؤية نحو الحياة الإنسانَ فرصة فهمها بجميع أبعادها، وجوانبها، ومن دون هذا التكامل قد يفهم جانباً منها دون سائر الجوانب، فيتطرّف في ذلك الجانب، ويُصْبِح ما تبقَّى مُهْمَلاً بالنسبة إليه.


وبما أنّ الحياة كُلّ لا يتجزأ، نجد أنّ نوعاً من الناس لا يرى من الحياة إلا بُعداً واحداً منها، فلا يُوفّق في السيطرة عليها وتسخيرها من أجل أهدافه السامية، وهناك مراحل متكاملة للعمل في الحياة هي: الأيديولوجيا والاستراتيجية والتكتيك، وهذه المراحل الثلاث، لو نظر إليها الإنسان نظرة تكاملية، لاستطاع أن يوظّفها في سبيل توجيه الحياة.


أما إذا لم تكن هناك نظرة تكاملية إلى هذه الأبعاد الثلاثة، فإنه سيجد أنّ الأيديولوجيا شيء، والاستراتيجية شيء آخر، والتكتيك شيء ثالث دون أي ترابط أو انسجام في ما بينها، وسيجد أيضاً أنه يفكّر بالنسبة إلى كلّيات الحياة بطريقة، وبمراحلها بطريقة أخرى، وأن أعماله اليومية تتناقض مع تلك الأفكار والاستراتيجية.

وللتوفيق بين الاستراتيجية والأيديولوجيا والتكتيك، يجب أن تنطلق استراتيجية الإنسان من أفكاره ومقاصده، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت رؤيته نحو أهدافه محددة وواضحة كعين الشمس.

فنحن في حاجة إلى رؤية بيّنة وجليّة تجاه الاستراتيجية، بشكل متناسق وعميق، وبشموليّة متماسكة، لأنّ هذا التّبيان سيكون طريقاً لتلمّس معالم الخطة، فكلّما بلورنا رؤيتنا تجاه الاستراتيجية أكثر، كلّما توصّلنا إلى خطط جزئيّة أفضل.

فحينما يحصل الإنسان على قوة ممّا حوله، على قدر من الوقت، على إمكانات بشريّة.. عليه أن يوزّع هذا القدر المحدود من الطاقات، على مختلف جوانب العمل، من دون أن يظلم جانباً لحساب جانب آخر.

والإنسان اليوم رهينة بوجود الاختصاصات المختلفة، والهدف هو الّذي يحدّد موقع الفرد في المجموعة وليس نوع العمل.