السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أطفال اليمن.. مدارس المتارس

أطفال اليمن.. مدارس المتارس
عبد الله العولقي كاتب ــ السعودية

مناظر مؤلمة لم يعد يحتملها الآباء في مناطق الجغرافيا الخاضعة لعصابة الحوثي الانقلابية، وهم يشاهدون أطفالهم الصغار يُقتادون قسراً وعنوةً إلى جبهات الحرب والقتال، لا سيما بعد إقرار نظام الخصخصة التعليمي، والذي على إثره تم إلزام المدارس الحكومية بالتحول التدريجي إلى مدارس تجارية مخصخصة، كخطوة بائسة تهدف إلى تفريغ المنظومة التعليمية من الناشئة، وكدعم مباشر للمشروع العسكري الانقلابي، ولصالح التعبئة البشرية المباشرة في الجبهات القتالية.

الإرهابي يحيى الحوثي - شقيق عبدالملك زعيم العصابة - يقود وزارة التربية والتعليم في صنعاء ويديرها بذهنية عسكرية بحتة، وبعيدة عن أبجديات الإدارة العلمية والحديثة، كما يصر على تفريغ المناهج من الهوية اليمنية العربية لصالح الفارسية الاحتلالية.


بعض التقارير الحقوقية تحدثت عن رفض بعض الآباء اليمنيين في صنعاء وذمار وتعز إلحاق أبنائهم بالمدارس النظامية، خوفاً من تأثير المناهج الجديدة التي أقرها الحوثي، وهلعاً من نظام التجنيد القسري للأطفال، لا سيما أن المستهدف من عمليات التعبئة العسكرية يتجه إلى جذب نحو مليون طفل وشاب، وتهيئتهم ذهنياً وعقائدياً للتدريبات العسكرية بدلاً من الانتظام في الفصول الدراسية والتعليمية.


كما تحدثت بعض التقارير الغربية عن أن الحوثيين قد أغلقوا ما يقارب 1700 مدرسة، وبسبب الحروب والهجمات التي شنتها قواتهم على بعض المناطق الرافضة للوجود الانقلابي تم إغلاق حوالي 3584 مدرسة أخرى، وبعضها تم تحويله إلى ثكنات عسكرية ومتارس حربية مما تسبب في حرمان أكثر من 3 ملايين طالب وطالبة من حقهم الإنساني والوطني في مواصلة تعليمهم النظامي.

نحن لا نتحدَّث هنا في هذه القضية عن خلاف سياسي بقدر ما أن جوهر الإشكالية يكمن حول التباين الصارخ في الذهنية العقيمة المؤدلجة لدى الميليشيات الانقلابية.