الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في ذكرى" محمد علي جوهر"

في ذكرى" محمد علي جوهر"
تزامن يوم العاشر من شهر ديسمبر الجاري مع الذكرى الـ 142 لميلاد الزعيم العبقري مولانا محمد علي جوهر، أحد رواد حركة الاستقلال في الهند، مع العام المئوي للجامعة الملية الإسلامية التي لا تزال تلعب دورا كبيرا في تثقيف الأجيال الناشئة، والتي وضع حجر أساسها هو بنفسه مع ثلة باسلة من زملائه بمن فيهم شيخ الهند محمود حسن والحكيم أجمل خان وأبو الكلام آزاد والدكتور مختار الأنصاري والمهاتما غاندي.

للعلم أن الهند قد برزت دولة مستقلة سياسيا على خريطة العالم في وسط القرن العشرين، إثر تحريرها من مخالب الاضطهاد الاستعماري، وذلك عقب جهود مضنية بذلها أهالي الهند مدى عقود تمتد من 1857م إلى 1947م.

مما يتميز به محمد علي أنه يمثل شخصية نابغة ذات جوانب متعددة، فهو كان سياسيا محنكا، وصحافيا جريئا، وخطيبا مصعقا، كما يتصف بنظر ثاقب وفكر ناضج، كما أفنى حياته في المقاومة الشرسة ضد الاحتلال الخارجي بقلمه وخُطبه، وله دور ملحوظ في تحويل بلادنا من شقاء العبودية إلى سعادة الحرية، بل أن تضحياته المتفانية وإسهاماته المبهرة في ساحات النضال لا تزال تحيا في أذهان المواطنين.


وقد واجه تحديات متعاقبة إبان مناهضة الاستعمار، إلا أنه كان يتعهد بعدم العودة إلى الهند المحتلة آنذاك أثناء مؤتمر لندن، ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك، فنقل جثمانه إلى أرض فلسطين المباركة، ودفن فيها، فرثاه أمير الشعراء أحمد شوقي في حفل تأبين بالقاهرة حين توفى عام 1931م، من أبياتها:


يا «قدسُ» هيِّئ من رياضك رَبوةً لِنَزيلِ تُربِك واحتفل بلقائه

هو من سُيوفِ الله جلَّ جلاله أو من سيوفِ الهندِ عندَ قضائه

بلد بنوه الأكرمون قصورهم وقبورهم وقف على نزلائه

قد عشت تنصره وتمنح عونا فكيف تكون من غربائه؟