الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

معركة اللقاح الإلكتروني

معركة اللقاح الإلكتروني
منذ بدء حائجة كورنا شهد العالم عدداً من المعارك، التي تحدث عنها جميع الناس ـ ضمنياً ـ في مشارق الأرض ومغربها«، وقد حملت معها تلك المعارك عدد من القضايا ذات الطبيعي المصيري للبشرية؛ من مثل: توفير الغذاء الكافي، والدواء اللازم أثناء الإغلاق العام، الذي فرضته الجائحة على أكثر من نصف سكان الأرض، وربما قد يزيد ذلك بدرجة أكبر في المستقبل المنظور.

محاولة الاكتفاء بالمعدات الطبية التي تحتاجها الطواقم العاملة في المجال الصحّي، كي تواجه مئات آلاف الإصابات التي أتت في آن واحد، كانت سببًا في تكدس المرافق الصحية بالمرضى، وشكّلت عجزاً ملموساً في القدرة على مواكبة إصابات تحدث عنه العالم أجمع.

وعلى خلفية ذلك، لا تتوقف دول العالم عن الحديث عن اللقاح الأكثر جدوى في مواجهة كوفيد 19، منذ بدء الجائحة، وازدادت هذه التصريحات أخيرًا مع بدء عملية توزيع بعض اللقاحات على الدول التي أعلنت البدء بالتطعيم.


وفي الوقت الذي تعمل مختبرات الأبحاث مع شركات الأدوية المجهزة على أعلى المستويات وبأحدث ابتكارات التكنولوجيا على إنتاج الكميات المطلوبة من اللقاح الفعال والحصول على ثقة الدول للبدء في توزيعه حول العالم؛ تدور معركة أخرى موازية لمعارك شركات الأدوية، تسمى معركة التأثير الرقمي أو كما أسماها البعض» معركة اللقاح الإلكتروني«.


وبلا شك، وحسب التوقع المؤسس على العطيات الراهنة، فإنه بعد أن يتم توزيع اللقاحات المذكورة، سيكون هناك صراع وتساؤلات لا تنتهي عن هوية الفائز في معركة التصدي لهذه الجائحة، ذلك التصدي الذي يشمل كلاًّ من: المواجهة السليمة للإصابات، كفاءة الطواقم الطبية والخدمية، تلبية حاجات الشعوب، وأيضًا والذي قد يكون الأكثر أهمية عندما تنتهي الجائحة»من الذي أنقذ البشرية، وكذلك من الذي صنع اللقاح الأكفأ«.

من ناحية أخرى، فإنه تزامنا مع معركة التصريحات التي بدأت منذ البدء بالعمل على لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد عقب انتشاره، بدأت معركة من نوع آخر في العالم الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، تتعلق بتغطية حاجة سكان الكوكب من اللقاح ونجاعة أثره في الوقاية، وهذه المعركة الرقمية التي قد تكون بدأت منذ إعلان كورونا المستجد كجائحة في وقت مبكر من هذا العام في مارس الفائت، إذْ كان محور الحديث بها آنذاك هو عما إذا كانت الصين أخفت حقائق عن بدء ظهور الفيروس في» ووهان«، ومن ثم تفشِّيه في معظم دول العالم، وتطورت لتتحدث عن الأنظمة الصحية الأكفأ بمواجهة الجائحة وغيرها من القضايا،التي سيذكرها الناس طويلًا.

إن هذه المعركة التي يعتبرها البعض»وهمية«تتبنّى ما أسماه البعض»معركة اللقاح الإلكتروني«، إذ ينتظر سكان العالم الأخبار الإيجابية عن أثر اللقاح والإنجازات التي تتعلق بفيروس كورونا بفارغ الصبر، ولا ينفكون عن متابعتها وتداولها.

فاللقاح الإلكتروني الآن أصبح هو المعلومة المضمونة والمطمئنة عن التعامل الجيد مع الجائحة وتبعاتها، وهو أيضاً اللقاح الأكثر قدرة على مواجهة الفيروس من بين جميع اللقاحات، التي تعمل عليها مراكز الأبحاث حول العالم.

إن أطراف»معركة اللقاح الإلكتروني" كُثْرٌ، ولا يتوقفون عن تداول الأخبار التي قد تعجب البعض ويستنكرها آخرون، وكما يصف البعض – كلٌ يغني لمصلحته – فبطبيعة الحال، من لا يتفق مع الصين، سيجذب وينتقد اللقاح الصيني وتعامل الصين مع الجائحة بأشد العبارات، وكذلك الحال، بخصوص التعامل مع تجربة روسيا والولايات المتحدة وغيرها.. كثيرون سيؤيدون، ومثلهم وربما أكثر سينتقدون، حتى إثبات المنتصر في هذه المعركة التي لم تكن بالحسبان منذ فترة قصيرة، وإنما هي حديثة عهد في هذا الزمان