الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ترجمة الكُتب الإلكترونية.. والمحتوى الرقمي

ترجمة الكُتب الإلكترونية.. والمحتوى الرقمي
عدنان عضيمة كاتب ومترجم - سوري مقيم في الإمارات

أصبحت ترجمة الكتب الإلكترونية الميدان الرئيسي للمترجمين المحترفين في معظم لغات العالم، ومع تزايد أعداد أجهزة التصفح الإلكترونية e-readers والمحتويات التي تضمها من الكتب والروايات والمسرحيات المترجمة، بات في وسع الناس الشغوفين بالمطالعة والتثقف العثور على كتب محررة بعدد أكبر من اللغات لإشباع رغباتهم.

توحي لنا هذه الحقائق المهمة بالحديث عن زيادة مطردة في شعبية الكتاب الإلكتروني e-book في العالم أجمع. وعلى سبيل المثال، يُعرف عن الأمريكيين شغفهم بالقراءة، ولقد اعتادوا على المطالعة أثناء الاسترخاء في انتظار موعد الطبيب، أو قبل النوم، ويفضل بعضهم الاستماع إلى الكتب الصوتية المترجمة. ويمكن القول باختصار إن الكتب الورقية لم تعد سيدة الموقف في المحافل الأدبية والثقافية.


ويقتضي تحرّي الدقة القول إن الكتب الورقية لا تزال حتى الآن تمثل الصيغة الشكلية التقليدية لعشاق المطالعة، وخاصة منهم كبار السن، إلا أن الكتب الإلكترونية أصبحت تحظى بالمزيد من الشعبية. ودعنا نتحدث هنا بلغة الأرقام والإحصاءات، فلقد أشار مركز «بيو ريسيرتش»Pew Research إلى أن 28% من سكان الولايات المتحدة يطالعون الكتب الورقية والإلكترونية. وأن معظم قراء الكتب الإلكترونية يطالعون أيضاً الكتب التقليدية، ونسبة من يقرؤون الكتب الإلكترونية وحدها لا تزال ضئيلة.


ومن المعروف أن ذوي التوجهات المحافظة من كبار السن لا يشعرون بمتعة مطالعة الكتاب الإلكتروني، وهم يفضلون أن يشتمّوا رائحة الورق ذي النوعية الجيدة، وأن يقلبوا الصفحات برؤوس أصابعهم، ويستشعروا جماليات تصميم الغلاف. ومع تزايد الفوائد التي تنطوي عليها مطالعة الكتب الإلكترونية، فإن الطلب عليها أصبح يزداد بسرعة لافتة. ومع تزايد هذه الشعبية ازدادت الحاجة لخدمات المترجمين المتخصصين. وأصبحت الكتب الإلكترونية تظهر بلغات متنوعة وكثيرة، وإذا كنت من مؤلفي الكتب الإلكترونية، فسوف تشعر بحاجتك الماسة لترجمة أعمالك إلى عدة لغات حتى توسّع سوق نتاجاتك الفكرية.

ويمكننا أن نعرض هنا أهم خصائص وفوائد الكتب الإلكترونية. فإذا كنت قارئاً أو مؤلفاً، فسوف تعثر على مزايا وأسباب تجعل منها الصيغة الأفضل حتى لو لم تتمكن من احتلال مواقع الكتب الورقية التقليدية في المكتبات. ومن أهم فوائدها أن جهاز تصفح إلكتروني واحداً مثل «أمازون كيندل» Amazon Kindle، يتسع لعشرات الكتب مع العلم بأن حجمه لا يكاد يزيد على حجم كتاب ورقي عادي. وامتلاكك للجهاز يعني أنك تمتلك مكتبة كاملة من الكتب وباللغات المختلفة. وتكمن الفائدة الثانية للكتاب الإلكتروني بسهولة الوصول إلى الكتاب المطلوب. ويضاف إلى ذلك أن الكتب الإلكترونية صديقة للبيئة لأنها توفر استخدام الورق الذي يتم إنتاجه من أشجار الغابات.

وهناك بعض المتصفحات التي تحقق للقارئ فرصة التفاعل مع النص وتعديل الرسوم الموافقة للنصوص. وهذه الخاصية مهمة جداً لكتب الأطفال الإلكترونية مثل قصة «آليس في بلاد العجائب» Alice in Wanderland ويرتبط نجاح الكتاب الإلكتروني ارتباطاً وثيقاً بموهبة المترجم وقدرته على تقديم النصوص بدقة وبلغة جمالية كافية لاجتذاب القارئ ودفعه للتعلق بالكتاب. ولو كنت كاتباً وبادرت لنشر كتاب إلكتروني واحد على المتصفح «كيندل»، فقد تفكر في ترجمته إلى لغات أخرى حتى تتمكن من بيع المزيد من النسخ ويتمكن قراء تلك اللغات من الاستمتاع بإنتاجك الأدبي.

وفي العالم العربي، يمكن لكل مشترٍ لمتصفح الكتب الإلكترونية أن يشعر بخيبة أمل كبيرة عندما يكتشف صعوبة البحث عن محتوى عربي يطالعه فيه وذلك بسبب عدم وجود «المخازن الافتراضية للكتب» وهذا ما يترك أبلغ الأثر على حركة الترجمة والنشر الإلكتروني باللغة العربية.