السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

البشر والإنسان الآلي.. الوظائف والصراع

البشر والإنسان الآلي.. الوظائف والصراع
حميد الزعابي بوناصر كاتب ـ الإمارات

مع تقدم العلم في كافة المجالات، وتسارع وتيرة العلوم التكنولوجية، وثورة الذكاء الاصطناعي حيث لم يبق مجال إلا وقد ولج فيه، ومن ذلك الطب والهندسة والتعليم والإعلام وكافة المجالات الأخرى، وأيضاً المتعلقة بالأشغال اليدوية، حتى بات الإنسان الآلي يهدد بزوال وظائف الملايين من البشر حول العالم.

وهذا التوجه، يرشح دخول الجنس البشري من جديد في حالة السبات والركود لانعدام الوظائف ذات الدخل الثابت التي تؤمن له سبل العيش الكريم والرعاية الطبية اللازمة والتعليم، وغيرها من الحاجات الضرورية.


ها نحن اليوم على مشارف ذهاب مؤكد إلى سيطرة الآلة، التي هي من إنتاج وإشراف العقل البشري، دون أن نحسب تبعات ما أبدعته عقولنا وصنعته أيدينا، وها نحن نضع أغلالاً جديدة لحياتنا، سعياً لجني المال والثراء السريع، عبر توفير الجهد والوقت، والتخلص من أعباء الموظفين، وهذا سوف يكون بلا ريب سبباً رئيسياً غداً في ملازمة الأجيال القادمة مساكنهم، واللهث في مرحلة أولى من أجل لقمة العيش، ثم الانتهاء إلى صراع نهايته الدمار والفناء.


ملامح المستقبل تشي، بل وتخبر ــ حسب المعطيات الراهنة ــ أن كوكبنا الأرضي سيكون فضاء للصراع في المستقبل بين الجنس البشري والإنسان الآلي للسيطرة على الوظائف، خاصة العامة والإدارية، التي بدأ الإنسان الآلي في الاستحواذ عليها وشغل العديد منها بعد إحلاله فيها بدلاً من البشر، أو تقسيم الوظائف مناصفة بين الصانع والمصنوع لإيجاد توازن بين الآلة والإنسان البشري، لضمان تدفق مصادر المعيشة لبعض البشر كحد أدنى للحفاظ على من سيبقى منهم قبل نهايتهم وفنائهم.