الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

احذر مقولة «خراب مالطا»

احذر مقولة «خراب مالطا»
إن الألم الجسدي أخف وطأة من الألم النفسي، فكيف لجسدك أن يتحمل وابل الإهانة غير اللفظي والمتمثل بسوء التقدير والمعاملة، فالأرواح هي من تجعلنا أقوياء، وإذا ما ضعفت الروح وهن الجسد وتعب وهلك.

وتأتي النتيجة ولكن بعد خراب مالطا.

فبعد أن قام نابليون بتدمير وتحطيم كل ما هو جميل في عام 1798 ورغم قصر الاحتلال الذي دام عامين على التوالي، إلا أن جنوده لم يتركوا شيئاً إلا وسحقوه، ومع ذلك أعاد سكان «مالطا» تعمير بلادهم بعد الفتح الانجليزي عام 1800 ولكن بعد ماذا؟ كبر ذاك الصغير وأبيض شعره وأعوجّ عوده وانهارت قواه، ليصبح في غضون 6 أشهر جثة هامدة بلا روح، لا يستطيع أن يقف على رجليه من كثرة خيبات الأمل حوله، فإن كان من طعنه في ظهره هو أقرب الناس إليه، فماذا سوف يتوقع من الغريب؟.. الغريب الذي كان أحن عليه وأرأف من القريب.. الغريب الذي مسح على رأسه هوان الذل والتعب وضمّه إلى قلبه.


وبعد خراب مالطا، نرى ذلك القريب يأتي مرة أخرى يتسلل بأقرب الكلمات وأحبها، مبرراً كل أفعاله الشنيعة بأنها فقط (قرصة إذن) لزيادة الخبرة ولتقوية النفس، ناسياً ذلك الذي تركه حطاماً بعد أن جفَّ ريقه وهو يحاول جاهداً قولاً وفعلاً وإثباتاً أن يبين له سوء ظنه وفساد قراره.


بعد خراب مالطا، حتى إن عاد راجياً عودتك، احذر أن ترجع مرة أخرى إلى مكان لم يتم تقديرك فيه واحترامك، فأنت بذلك تبخس حق نفسك، ولا تنسَ أن لنفسك عليك حقاً.