السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

المتاحف.. مدارس

المتاحف.. مدارس
كنت في متحف التاريخ الطبيعي في لندن ببريطانيا في عام 2019، ذلك المتحف الذي يُمثل أيقونة علمية وثقافية مهمة، وبالرغم من الكثير من الكلام الذي لدي عن هذا الصرح، إلا أنني فقط سأشارككم موقفاً أثار انتباهي داخل المتحف كباحث في مجال الإدارة والقيادة والسياسات التربوية.

فبينما كنت في أحد الأجنحة، وجدت مجموعة من الطلاب البريطانيين في المرحلة الابتدائية ترافقهم معلماتهم، وكان الطلاب منشغلين جدّاً أثناء تفحصهم لأحد مقتنيات المتحف، وهم يحاولون الإجابة على ورقة عمل تمَّ تكليفهم بها.

هنا لم أستطع الوقوف أمام هذا المشهد التربوي بامتياز، واستأذنت المعلمة، وقدمت لها نفسي بصفتي الأكاديمية، وطلبت منها أن تشرح لي ما يقوم به الطلاب.


وجاءت إجابتها على النحو الآتي: إن في المتحف قسماً يحتوي على متخصِّصين في العلوم التربوية، يقوم بتنسيق الزيارات الطلابية إلى المتحف، ومساعدة المعلمين في اختيار الأنشطة المناسبة، وعادة يتم وضع علامات للطلاب لجعل النشاط أكثر فاعلية وجدية.


ما استوقفني هو نظرة أولئك القوم للتعليم بمفهومه النشط الذي يشبه الحياة، والذي يوسع الإدراك، ويشعل فتيل الابتكار والإبداع في العقول، إضافة إلى أنه حين يزور الطلاب الصغار المتحف، فإنهم سيقدرون قيمة وجود المتاحف بطريقة واعية، وسينقلون هذا التقدير للجيل الذي سيأتي بعدهم.

شخصيّاً لا أحب اللغة السلبيَّة، لكني قابلت كثيراً من الأشخاص الذين لا تروق لهم زيارة المتاحف رغم كثرتها في وطننا العربي وقيمتها الكبيرة، بل يعتبرونها عديمة الفائدة، ولا ألومهم في ذلك، فهذا أحد الأخطاء التربوية التي يجب تصحيحها مع الأجيال الجديدة.

ولأن هناك مصادر تقدر عدد المتاحف في الوطن العربي بما يزيد على ألف متحف، لذلك علينا استغلال هذا الإرث الثقافي وإعادة تقديمه بطرق تفاعلية جديدة.