الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فنوننا الشعبيّة.. ماذا بقي منها؟

فنوننا الشعبيّة.. ماذا بقي منها؟
تعدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة غنية وثرية بالتراث الثقافي اللامادي، ولا سيما الفنون الشعبية التي تناقلتها، الأجيال منذ أمد بعيد، وقد ظهرت وراثة الأجيال للتراث من خلال الأشعار المستمدة من البيئة المحلية الخصبة، وفيها تجمعت قيم: القوة، والصبر، والاستبسال في الحرب، ومواجهة مخاطر البحر، وكذلك في الهيام بالوطن وحبه، والسعي للسلم المجتمعي.

ومن بين الفنون التراثية اللامادية، التي لا تزال صامدة في ظل التغيرات المتسارعة نجد فن «العيالة» المتأرجح بين الماضي والحاضر، وقد تمت المحافظة عليه من الحكومة الاتحادية، وأيضاً من المؤسسات والهيئات والجمعيات ومراكز حفظ التراث والفنون الشعبية في كل إمارات الدولة.

غير أن هناك فنوناً شعبية عديدة اختفت تماماً من على الساحة الشعبية، بعد أن كانت الأكثر انتشاراً على مستوى الدولة وحضوراً في المناسبات الوطنية والاجتماعي، مثل فن «الدَّان» أو «الويْليَّه»، وما يحتوي من طرائق وأشعار المسبع، التي تتكون من 7 أبيات تختلف فيها قافية الأبيات الثلاثة الأولى عن قافية الأبيات الثلاثة الأخرى، بينما تكون قافية البيت السابع على قافية البيت الأول.


بجانب هذا هناك أشعار «الميدان»، و«الحَدْوَه» و«النَّهْمَه» و«الرَّدْح» و«الخطفة البحرية»، وفن «المَياَنِه» الخاص بالنساء، وفن «الأَهَلَّهْ» ومقاماته، و«اللِّيْوْه» وكثير من فنونا الشعبية الأخرى التي كانت تعج بها الساحة في الإمارات، بحيث لم تعد موجودة إلا في شريط الذكريات أو عبر مقاطع قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.


للحفاظ على جميع فنونا الشعبية من الضياع، علينا تحفيز وتشجيع الشباب على الانخراط في ممارسة كافة الفنون الشعبية وتدريبهم لتأديتها بتناغم الأصوات على قرع الطبول مثل الآباء والأجداد، بدلاً من تأديتها بحركات تمثيلية على ناقلات الصوت، والاهتمام بها من خلال البحث في أسباب نشأتها، وتفسير معاني الألغاز والأشعار الخاصة بها.