الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«التعليم عن بعد».. تجارب ثلاثة قرون

«التعليم عن بعد».. تجارب ثلاثة قرون
قد يعتقد البعض أن التعليم عن بعد هو أحد منتجات جائحة كورونا، التي حلَّت ضيفاً ثقيلاً مع بداية العام الماضي (2020م)، لكن الحقائق التاريخية تشير إلى أن هذا النموذج من التعليم ظهر منذ ثلاثة قرون تقريباً، وكانت له أشكاله وأساليبه بحسب التقنيات والأدوات المتوافرة في كل مرحلة، فكان في زمن من الأزمنة عبر البريد، ثم عبر الراديو والتلفاز، وصولاً للكمبيوتر، والشبكة العنكبوتية، والله يخلق ما لا نعلم.

تعود الشرارة الأولى لفكرة «التعليم عن بعد» لعام 1728 عندما قام المحاضرالأمريكي «كاليب فيليبس» بابتكار نموذج يعتمد على إرسال الدروس بالبريد للطلاب، وقد أعلن عن ذلك في صحيفة بوسطن جازيت.

بعد ذلك قام البريطاني «السير إسحاق بيتمان» بتقديم دورات تعتمد على نظام المراسلة وتبادل التغذية الراجعة مع الطلاب.


من جانب آخر، من يصدق أن جامعة لندن في عام 1858 أصبحت أول جامعة تمنح الدرجات العلمية للطلاب في مختلف دول العالم بنظام المراسلة.


واستمرت فكرة التعليم عن بعد بالانتشار والتوسع خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وتزايد عدد الطلاب الذين يفضلون هذا النمط من التعليم، فمثلاً، تشير الإحصاءات في عام 2013 إلى وجود (298 ألف طالب) في أستراليا يواصلون تعلمهم من خارج الحرم الجامعي.

قد يرى البعض أن التعليم عن بعد قد لا يناسب الطلبة الصغار، وهذه مسألة تحتاج لمزيد من البحث ولا يمكن الحكم عليها بطريقة عشوائية إلا أنه من ناحية أخرى يعتبر التعليم عن بعد فرصة حقيقية للتطوير والتنمية، خاصة في الدول النامية التي ينقصها الكثير من عناصر البنية التحتية والموارد اللوجستية.

كما أنه سيكون أحد البدائل التعليمية خلال الأزمات والطوارئ، وهذا أحد الدروس المستفادة من جائحة كورونا.