الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

أزمة السدود.. وبورصة المياه

أزمة السدود.. وبورصة المياه
نحن على أعتاب حرب قد تكون عالمية بسبب أزمة المياه، كما هو ظاهر في الخلاف المصري ـ السوداني مع إثيوبيا حول «سد النهضة»، حيث يعد النيل المصدر الأساسي للمياه في الدول الثلاث، وعلى جميع الأطراف إدراك أهمية المياه بالنسبة لحياة كل المخلوقات، كون الماء هو الدافع للحياة، وقد جاء ذلك واضحاً في قول الله سبحانه وتعالى: «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ» (سورة الأنبياء ـ الآية 30).

وهناك أيضاً صراع على المياه بين تركيا والعراق وسوريا وإيران بسبب سد «إِليسو» التركي، الذي قلل نسبة المياه المتدفقة إلى العراق بنسبة 40%، وبسببه أقامت إيران حواجز لحجز المياه المتدفقة إلى نهر دجلة في العراق، ما أدى إلى جفاف النهر بنسبة كبيرة جدّاً، وحجة هذه الدول هي بناء محطات لتوليد الكهرباء، وتوفير فرص عمل، وذلك على حساب عطش وتجويع شعوب الدول المعتمدة على هذه الأنهار.

هنا نتساءل: هل تستطيع السياسة حل هذه المشكلات العويصة في ظل تعنت الدول صاحبة السدود، والتي أصبحت المتحكمة في الموقف الراهن، وأيضاً في ظل ضعف قرارات مجلس الأمن؟ وهل تتحول المياه إلى نفس وضع النفط فنجد سعراً عالمياً لبرميل المياه يتم تحديده يومياً في بورصة المياه، وتتحكم الدول المنتجة للمياه في سعر البرميل؟


اعتقد ان هذه الفكرة ليست ببعيدة في ظل حرب شرسة على منابع المياه، بل قد تكون أقرب مما يتصور كثيرون منّا.