الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«كشمير».. والتفاح في الأدب العربي

«كشمير».. والتفاح في الأدب العربي
تشتهر كشمير بكرمها و شرفها و مجدها و مكانتها المرموقة في العالم كله، كما هي مشهورة بالجوز و اللوز و انتاج الزعفران، و محاصيلها الزراعية، و زهورها الجذابة وورودها الفواحة، ومن أفضل فواكهها و ثمارها و زراعتها " التفاح "، حيث يتوزع على 113 نوعًا من التفاح، وأكثـر أنواعها شهرة في كشمير هو ذاك الذي يسمى "أمـبري" (Ambri )، و من ناحية أخرى توفر صناعة التفاح في كشمير فرص عمل ووظائف مباشرة و غير مباشرة لـحوالى33 ألف شخص.

ويعتبر التفاح من أشهر الفواكه في العالم، وهو من الفواكه المفضلة لمن يرغب في الحفاظ على صحته، بالإضافة إلى كونه صديقًا دائمًا لمحبي اللياقة البدنية والحفاظ على رشاقة الجسم.

وقد ذكرت المصادر التاريخية القديمة: أن رجل العصر الحجري وفلاحي بابل والفراعنة واليونان كانوا مهتمين بزراعة التفاح، كما اعتبره ابن سينا علاجًا للسموم وأمراض القلب والنقرس، حيث كانت دائمًا مرتبطةً بالعقول كرمز للصحة والخلود.


وفي الأدب العربي لا يوجد سوى عدد قليل من الفواكه التي جاء ذكرها، أكثرها التفاح، وقد ظهر في القصص و الأشعار العربية، وألفت كتبا كاملة عنه، منها" كتاب التفاح"، الذي كتبه" الجاحظ"، كما ألف بهذا العنوان أيضا " غلام ثعلب"، و"الوَشَّاء"، ولا يمكن لنا هنا أن نحيط بجميع ما كتبه الكتَّاب ونظمه الشعراء حول التفاح، ومع ذلك نذكر بعض الشعراء الذين جاؤوا بذكر التفاح في أشعارهم، ومنهم: البحتري، وابن دراج القسطلي، وأبو نواس، وأبو العلاء المعري، وابن المعتز والصاحب بن عباد، وأبو تمام، وأبو هلال العسكري، وأبو الفضل الوليد، والعباس بن الأحنف، والببغاء، وابن زمرك، وتميم الفاطمي، و ابن الرومي، و ابن سودون، وإيليا أبو ماضي، وظافر الحداد، وصالح الشرنوبي.


وقد اعتبر الشعراء التفاحَ مرادفًا للجمال والرائحة الطيبة، كما وُصف الحبيب بأنه "مثل التفاحة لونا و رائحة"، ولا يوجد في الأدب العربي ذريعة من ذرائع التعبير لوصف جمال الوجه أفضل من التفاح. وتغنى الشعراء بالتفاح، فعلى سبيل المثال يقول الصاحب بن العباد :

وَلَمّا بَدا التُفّاحُ أَحمَرَ مُشرِقاً

دَعَوتُ بِكَأسي وَهيَ مَلأى من الشَفَق

وَقُلتُ لِساقينا أَدرها فَاِنَّها

خُدودُ عَذارى قَد جُمِعنَ عَلى طَبَق

ويقول الشاعر والكاتب الأندلسي ابن دراج القسطلي:

يَا حَبَّذا خَجَلُ التُفَّاحِ فِي طَبَقِ

مُنَضَّدٍ بِجَنِيِّ الزَّهْرِ مَتَّسقِ

فيهِ عُيُونُ بهارٍ قَدْ أحَطْنَ بهِ

نَوَظِراً بِجُفُونِ العاشِقِ الأرِقِ

كأنَّ مَا احْمَرَّ من تُفَّاحِهِ خَجَلاً

بَدْرٌ بدا قِطَعاً من حمرة الشفق

في مجلس الملك المنصور يانعةً

كأنما غُذِيَتْ من جُودِهِ الغَدِقِ

ويقول البحتري:

وَأَرَتنا خَدّاً يَراحُ لَهُ الوَر

دُ وَيَشتَمُّهُ جَنى التُفّاحِ

هذه جولة سريعة، ومجرد كلمات قليلة في هذا المقال الوجيز حول الفاكهة المشهورة، التي عرفها العرب، وتحدثوا عنها شعراً، حاولت فيها الربط بين المعلومات النباتية والتاريخية والشعر العربي، أرجو أن يحقق المتعة المعرفية والإضافة العلمية والإفادة المنشودة، وكلي أمل أن يفتح هذا المقال الوجيز الباب للباحثين مجددًا لتسليط الضوء على أهمية هذا الموضوع ومدى تطورها في الأدب العربي.

.