السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

من يعين الفاسدين علينا؟

من يعين الفاسدين علينا؟
أتعجَّب حينما أقوم بتقديم بلاغات إلى الجهة المختصة بمكافحة الفساد، فلا أجد أيَّ تجاوب من تلك الجهة المسؤولة، والمدهش في الأمر أن الجهة أو الشخص الذي بلغت ضده يصلهما خبر البلاغ، بل وكذلك اسم من بلّغ عليهما، وعندها يصبح الشّاكي معرضاً للخطر من قبل الفاسد، ومعاملته تكون معرضة للتعطيل والانتقام من الفاسدين.

وأولئك الفاسدون ـ في الغالب ـ ليسوا شخصاً واحداً بل هم مجموعة، إن لم نقل مجموعات، متكاتفة، يسند عناصرها بعضهم بعضاً، حيث نجدهم يشهدون لصالح بعضهم ضد المُبَلِّغ، ويتحايلون على النظام والقوانين، حتى يستطيعوا النجاة بفسادهم، وحماية أموالهم من المصادرة.

جماعات الفساد تملك كل أنواع الطرق الذكية، التي تسهل لهم إخفاء مصادر أموالهم، وكل مرة يستحدثون طرقاً جديدة، وهنا يجد المبلِّغ الضعيف، الذي يريد خدمة حكومية أو إنجاز معاملة، نفسه بلا دعم وسند، حيث تقف عناصر جماعات الفساد في طريقه مثل الجبل، لدرجة تهديده بإتلاف معاملته إن لم يسحب شكواه، بجانب هذا نجد البعض ـ الذين هم ليسوا من جماعة الفساد ـ يتحركون متضامين مع هؤلاء الفاسدين ومن هم في دائرتهم.


لهذا كله، يجب أن تكون بيانات المُبلِّغ وشكواه سرية ومحمية، وجهة التحقيق تكون سرية ومبهمة حتى يتم تجميع كافة الأدلة ضد الفاسدين وتركهم يعتقدون أنهم بعيدو المنال، ثم بعد استكمال الأدلة تقوم الأجهزة الأمنية بالقبض عليهم، وعلى شبكاتهم الإجرامية، مرَّة واحدة، وتعيد فتح ملفات كل الشكاوى السابقة المحفوظة ضدهم، بناء على ما استجد من أدلة حتى ينالوا جزاءهم، وتتحقَّق العدالة.