الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إدارة الأزمات.. الإمارات نموذجاً

إدارة الأزمات.. الإمارات نموذجاً
عبدالله العولقي كاتب ـ السعودية

على الرغم من انخفاض معدل الوظائف في أغلب دول العالم بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، إلا أن منهجية إدارة الأزمات الناجحة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة قد أثبتت مدى قوة وصلابة اقتصادها الوطني، حيث بلغت مساهمة القطاع السياحي الداخلي وحده بما يقارب 41 مليار درهم في العام الماضي، وهذا مؤشر إيجابي على نمو متصاعد لهذا الرقم خلال السنوات المقبلة.

لا شك أن الانتعاش الاقتصادي الذي شهده القطاع السياحي في دولة الإمارات عموماً وفي إمارة دبي على وجه الخصوص خلال فترة جائحة كورونا، يترسخ على قاعدة ثقة عالمية بإمكانيات الدولة باحتواء الأزمة الصحية وتداعياتها، وبالإضافة إلى ما تمتلكه دولة الإمارات العربية المتحدة من بنية تحتية متطورة وما تشمله من مرافق حديثة تقدم خدمات سياحية مرموقة وأنشطة ترفيهية متنوعة ظلت إمارة دبي تتمتع بخاصية الوجهة السياحية الأولى.


لقد تبنت دولة الإمارات أنماطاً إدارية ذكية ومبتكرة تتسم بالمرونة خلال مواجهة الأزمة، ولتقليل آثارها على قطاع الأعمال والسياحة تم إطلاق العديد من المبادرات الحكومية التي ساهمت في خلق فرص وظيفية متعددة ساهمت بشكل أو بآخر على تعافي القطاعين السياحي والاقتصادي بصورة سريعة، ومن ثمّ المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بمعدلات مرتفعة، ولهذا تعد تجربة إدارة الأزمات التي خاضتها الإمارات تجربة رائدة وثرية نالت إعجاب العديد من كبار رجال الاقتصاد والاستثمار.


وهنا لا بدّ من القول أن الصورة السياحية قد اكتملت أبعادها الاستراتيجية بإطلاق الهوية السياحية الموحدة بعبارة: «أجمل شتاء في العالم»، والتي شكلت ركيزة أساسية في تكامل ونجاح المنظومة السياحية للدولة، في الوقت الذي لا يزال قطاع السياحة العالمي يعاني من آثار وتداعيات جائحة كوفيد-19، ولا شك أن السر الحقيقي يكمن وراء منظومة الفكر الإداري الناجح لإدارة الأزمات.