السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إكسبو امتداد لـ«قصتي».. طموح وإنجازات

إكسبو امتداد لـ«قصتي».. طموح وإنجازات
آلاء فيومي كاتبة - الأردن

قصتي، تلك المحطات التي كُتِبت كما قلت على عُجالة، لأن الوقت قليل والطموح كثير، ضاعفت بداخلنا الطموح وأنبتت في نفوسنا ألف حلم وملايين الأفكار البناءة التي نصبو لتحقيقها.

بدأتُ بقراءة كتاب « قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في الساعة السابعة صباحاً، كنتُ يومها طريحة الفراش مصابة بالحمى، التي رافقتني ليومين متتالين، وأنا أتنّقل من سطرٍ لسطر، انقلب المشهد من حولي بالكامل، تحول سقف غرفتي لسماءٍ مزدحمةٍ بالنجوم «بوصلة الصحراء» كما وصفتَها، وامتلأتْ الأرضيةُ برمالٍ صحراويةٍ ذهبية، وشعرتُ بحركةٍ غريبة تحت الغطاء وصرت أتحسس موضع نومي خوفاً من لدغات العقارب الصغيرة التي قد تكون تسللت أو بالأحرى يكون حميد قد دسّها متعمداً في فراشي، هنا أيقنت أني تركت عالمي وتحولتُ لشخصيةٍ ورقية تتجول في كتابك.


اسمح لي بدايةً إبداء إعجابي الشديد بشخصية الرجل الصغير الذي كنته حين تسلّمتَ زمام أول مشروع في حياتك «المشاركة في سباق الخيول» اختيارك لمهرةٍ مصابة أثار استغرابي بادئ الأمر، لماذا يختار طفل في العاشرة من العمر مشروعاً صعباً، في حين بإمكانه وبكل بساطة اختيارُ آخرَ أقل صعوبةً وأيسر وصولاً للنجاح! ثابرتْ في علاج وتدريب أم حلج لمدة ثلاثة أشهر متواصلة بلا كللٍ أو ملل، وكان النصر، أحرزت المركز الثاني بكل جدارة و بفارقٍ ضئيل بينك وبين المركز الأول، وضعت بكل ثقة أول حجر أساس لأساليب إدارتك، الظروف الصعبة حجة من لا حجة له.


صفحة بعد صفحة تَجلّت أمامي الحقيقة، هذا أنت من صغرك تحب التحدي والخروج عن المألوف، فكرة نمتْ بعقلك وحين أزهرتْ تجسّدتْ على شكل قناعة، وحين آتت القناعة ثمارها أضحتْ عقيدة تؤمن بها، عقيدة الاجتهاد وتحقيق أقصى الإنجازات من أقسى الظروف والإتيان بأجود النتائج بأقل الإمكانات.

توالت بعدها المشاريع واحداً تلو الآخر، مشروع حماية الاتحاد ومشروع توحيد القوات المسلحة وإنشاء وزارة الدفاع، مشروع إنشاء طيران الإمارات الذي تمسكت من خلاله بسياسة المنافسة الحرّة، لا محاباة، لا وساطات، ولا حماية. خلقت من خلالها بيئة تنافسية سليمة تجتذب العقول الخلاقة والمبدعة. باختصار أردت أن تقول، البقاء للأقوى مهنياً وليس الأقوى سلطةً. وكان بعدها مشروع تطوير مطار دبي، مشروع دمج مواني دبي، مشروع ربط الخطوط الجوية والبحرية، دبي ورلد سنترال.

ولا تزال عجلة المشاريع مستمرةً على قدمٍ وساق وبنفس النسق من الإبداع والحرفية، وها أنت ذا من كهفك الصغير الذي بنيته من الغرفة الرملية الصغيرة في قصر زعبيل، اتجهت بكل إرادة وتصميم إلى أعلى ناطحة سحابٍ في العالم.

ولا تزال حروف قصتك وقصة الإمارات العربية المتحدة تكتب بكل شغف، وها هي ذي الآن تستضيف أكبر معرض دولي، يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط (إكسبو 2020) تحت شعار «تواصل العقول وصناع المستقبل»، هذا الحدث الذي تشارك فيه أكثر من 190 دولة حول العالم لتضع بين يدي أكثر من 25 مليون زائر شتى أنواع الابتكارات والتقنية والفنون والثقافة والترفيه والرياضة.

انتهت رحلتي مع الكتاب بعد ست ساعات، انتهيت وقد تخلّصت من الحمى ولا أدري هل شفيت أم أن عقلي، ذلك العقل الذي أُشبع بقدر كافٍ من الإيجابية والإلهام.

الآن بإمكاني القول إن الصورة اكتملت، والرؤية قد توضحت فيما يخص السؤال الذي يتبادر ببال الجميع: كيف آلت دبي إلى ما هي عليه اليوم؟

والجواب: رجال وقيادة لا ترضى إلا بالمركز الأول.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]